صراع بين الحب والذكرى 3



أخبر أحمد الطبيب برغبه حنين فالانصراف فأشار أن ينصرفا فهي أصبحت بخير بشرط ألا تتعرض لإنفعالات عنيفه كما هي تلك المره .
أحضر أحمد سيارته من مكان اصطفاف السيارات وأشار على أم حنين بالنزول هي وحنين وصديقاتها الاثنتان .
سألت الأم حنين هل تريدين أن أذهب معك إلى البيت أم أنكِ بخير حنين .
ابتسمت حنين واخبرتها أنها بخير وأن أحمد سيهتم بها فلا تقلق
ثم سألتها عن مكان وموعد إقامه الجنازه فلم تخبرها الأم وبختها قائله أنتِ ضعيفه أدعي لها بالرحمه من منزلك ، ثم همست لأحمد بموعد ومكان الجنازه ورحلت إلى بيتها ، بعدها قام أحمد بتوصيل صديقتا حنين إلى منازلهم وعاد مع حنين إلى المنزل ، عندما وصلا إلى المبنى أخبرهما الحارس أن المصعد ( الاصانسير ) معطل اليوم وأنهم سيصلحوه في أقرب وقت .
فصعدت حنين قائله لذلك أردت أن أسكن فالطابق الثالث او الثاني على أكثر تقدير ، بينما أصررت أنت على الطابق الخامس .
أشار إليها ان تصمت فإنها ستتعب عندما تصعد وهي تتكلم كثيرا هكذا
توقفت على إحدى السلالم وقالت له أحمد لما لا تحملني كما في يوم زفافنا أتتذكر كنت مصراً كثيرا على حملي فلتحملني الآن .
ضحك احمد قائلا لكن الآن أختلف الوضع حبيبتي حمل إثنان ليس كحمل واحد ثم كم ستدفعين لقاء حملك ؟
ردت بسخريه جنيهان ونصف حبيبي
قال : لا صفقتك خاسره جدا أكملي الصعود .
قالتك : إذا ماذا تريد مني أن أفعل لقاء حملي ؟!
قال : لاشـئ كنت أشاكسك لاأكثر ، ثم قام بحملها وهي تخبره أنها كانت تمزح ، استغرب جدا قائلا حنين لست ثقيله .
قالت له : أحمد هل تسخر أم هذه حقيقه .
قال : بل حقيقه  يجب أن احضر أمك كي تجبرك على الأكل
اشارت له أن يصمت حتى لا يرهقه الصعود والكلام .
انزلها واخرج مفتاح الشقه ثم انحنى قائلا أميرتي ! فلتدخلي أميرتي J
ابتسمت وقبلته على خده قائله شكرا عزيزي J
أخبرته أن يبدل ملابسه وينتظر حتى تعد الغداء فالساعه تكاد تشير إلى السادسه ولم يتناولا الغداء بعد ، فأخبرها أنه طلب طعام من مطعم وان تستريح وألا ترهق نفسها .
قالت لنفسها كم أحبه ليس كباقي الرجال ليس هناك مقارنه بينه وبين رجل آخر
احيانا أظن انه ليس من بني البشر فمعظم البشر يخطئون سنكمل السنتان على زواجنا قريبا ولم يؤلمني يوما ولم يجرحني يوما
يحبني كثيرا بحيث يسمعني حتى لو كنت مخطأه يتناقش معي بلطف
يشعرني دائما أنني لست انثى عاديه بل أميره قاطعت قبلته على رقبتها حديثها مع نفسها سألها أين ذهبتي بذلك العقل بعيدا عني.
احتضنت يداه حول وسطها قالت لا أذهب إلى حيث أذهب بدونك أنت دائما معي حتى بخيالاتي .
رن جرس الباب ففتح واخذ الطعام ثم دفع فاتورته وضعه على طاوله الطعام وجهزه فيما كانت تبدل ملابسها خرجت مرتديه بيجامه بلون البحر .
سألها هل هذه البيجامه جديده ؟
قالت حنين لا أنا ارتديتها من قبل لم تلاحظها .!
قال أجل اجل اتذكرها لكن تبدو مختلفه هذه المره
قالت ربما لانني ارفع شعري عاليا ؟!
قال محركا اصبعه دلاله على النفي لا لا دائما تضفين على كل شئ تلبسينه في كل مره تلبسينه نكهه وشكلا اخر مالسر في ذلك !
قالت لست ادري انت غريب ! ماذا تعتقد ان يكون السر في ذلك أيها العبقري ؟!
قال لست أدري لعلي اتنفسك عشقا ثم قام بقضم احدى اصبع البطاطس المقليه واعطاها الجزء الاخر في فمها .
أخبرها ان ترتاح هي في حين سيحضر العزاء حتى لا يتأخر
حاولت أن تبعد حدث موت جدتها حتى لا تتألم ثانيه وذهب إلى السرير حاولت النوم بشده لكنها لم تستطع
قامت محاوله ان ترسم لوحتها التي بدأت فيها منذ أيام كانت تفكر في كل مامضى
كل من خذلوها وتذكرت حبها الأول وكيف جرحها عندما تخلى عنها في قمه عشقها له تداخل معها حدث موت جدتها لم تشعر بنفسها وكانت ترسم بقوه وكأن ريشتها سيف كانت تشق الورق بالالوان
هدأت قليلا ثم بدأت تكمل لوحتها وسارت الريشه في وسط اللوحه على نحو هادئ بينما ادارت قليلا من الموسيقى الهادئه
انتهت من اللوحه لكنها لم تقتنع بها انتظرت حتى تجف ثم اسدلت قطعه من القماش على حامل اللوحه
كانت تشعر بأن الوقت لا يمضي من دونه ، وكأن الساعات اصبحت سنوات .
اتصلت بها أحدى صديقاتها تخبرها عن ان داليا صديقتها المقربه قالت : انها ستتزوج وأنها طلبت مني أن أخبرك لانها مشغوله في تفاصيل الزواج لكنها لا تعلم أن جدتك ماتت هل أعتذر لها عن حضورك ؟
اخبرتها حنين انها لاتريد ان تفسد فرحتها وتذكرت أن داليا وقفت بجانبها بشده عندما لم يؤمن الاخرين بموهبتها فأخبرتها أنها ستأتي
وسألتها عن الموعد
فاخبرتها انه بعد غد الساعه الثامنه وسألتها هل انتي متأكده انك تستطيعين الحضور ؟!
طمأنتها حنين أنها ستأتي وألا تخبر داليا بأن جده حنين ماتت
وودعتها ثم أغلقت الهاتف انتبهت إلى الوقت فرأت الساعه تشير للتاسعه والنصف ، اتصلت لتطمأن على أحمد اخبرها أنه فالطريق ولكن هناك بعض الزحام واخبرها أنه ترتدي ملابسها يريد أن ينزهها قليلا ، تعجبت وسألته في هذا الطقس البارد ؟!
اخبرها انه سينزهها في مكان لم تره من قبل وأنها مفاجأه وان تلبس ملابس ثقيله حتى لاتمرض .
دخلت حنين إلى غرفتها أخرجت من دولابها بلوزه سوداء والجاكيت الاسود وبنطالها الجينزالازرق .

ثم عاود الاتصال بها قائلا : حنين انا انتظرك تحت انزلي تذكرت الأصانسير المعطل قالت احمد هل نسيت الاصانسير معطل!  اخبرها انه تم اصلاحه وألا تتأخر هو ينتظرها .
اغلقت الهاتف وضعت العطر ونزلت
رأته أمام السياره يمسك باقه من الورود الحمراء  حياها بابتسامه وهو يلبس بدله سوداء قدم لها الورود  قائلا اميرتي تفضلي .
مازحته قائله هل هو معجب سري ! الذي أرسلك بالورود
قال لها انها عاشق وليس معجب
فتح لها باب السياره وكأنها شخصيه مهمه .
ثم قاد إلى حيث المكان الذي أراد أن يفاجئها به لاحظت انه صامت وهو يقود والطريق مزدحم مالت على كتفه قائله غني لي أغنيه .
قال لها متأففاً من الزحام الآن ؟!!
رفعت رأسها من على كتفه ، لا غنها  العام القادم L
اعاد رأسها إلى كتفه قائلاً هل أغني لك الاغنيه التي سمعتها عندما رأيتك ؟
ضحكت ببراءه وقالت هل سمعت أغنيه محدده عندما رأيتني لأول مره
قال لها أجل هل أغنيها ؟؟
مازحته قائله والآن مع المطرب أحـــمد وصفقت صقفتان واشارت له أن يبدأ الغناء
بدأ الغناء قائلا 
" كل ما بتيجي قصادي بتعب وانادي بدعي بشكل غيرعادي اه لو انول مرادي نبدأ مالليله دي فيا حاجه مش عارف اوصفها  لحد حتى حسها قبليا حقيقه زي الشمس شيفها حبيبتي واقرب انسانه ليا في الدنيا ديه  "
اشـارت له أن يكملها اعجبها الطريقه المضحكه التي تفاعل مع الاغنيه بها وكانت تضحك بقوه أكمل قائلا
" قلبي عقلي عيني مهما اوصفلك فيكي شئ غريب بيثبتهم اما عن عنيكي انا بحلفلك جننوني دول يخربيتهم "
كانت تضحك كثيرا عليه وهو يرقص ويؤدي بحركات بيديه
قال بحماس احـــــــــــــــــــبك كثيرا ايها المجنون
وصلا أخيرا إلى حيث اراد احمد
تعجبت حنين قالت له أحمد هل ستركن هنا ؟!
اشار برأسه اجل حبيبتي .
قالت في نفسها أرجو ألا يكون المطعم ذاته الذي شهد قصه حبي
ولكنه قاطع تفكيرها وسحبها من يداها بلطف إلى حيث المطعم
تأكدت أنه هو نفس المطعم ، سحب لها الكرسي وقال تفضلي سيدتي الجميله ثم جلس حاولت أن تخفي تعابير  زكريات هذا المكان فلم تستطع لاحظ أحمد ذلك سألها ألا يعجبك المكان ؟!!! أخترت أن يكون بجانب النيل حتى تستمتعي بالمنظر !
قالت بلى يعجبني كثيرا الأمر ومافيه انني أشعر بالبرد ولكني حقا احببته زوقك رائع حبيبي تكونت دمعه حاولت ان تخفيها بجهد لكنها فرت من بين جفنيها .
رآها احمد فقال لها لماذا تبكين L هل فعلت شيئاً يحزنك
لم تعطيه فرصه ليفكر في سبب دمعتها واسرعت قائله الهواء داعب عيناي حبيبي ألم أكن اضحك بينما كنت تغني مالذي سيحزنني الآن رأت الجرسون يقترب فدعت الله ألا يتذكرها   ، أقترب وسألهم سيدي ماذا أحضر لكم ، اشارت له حنين ان يطلب هو وهي ستأكل مثله ولحسن الحظ لم يتذكرها الجرسون وانصرف ليحضر طلباتهما
أمسك يداها فوجدها بارده ، قال هل تشعرين بالبروده حبيبتي
أخذ ينفخ في كفيها حتى يدفئهما فأبتسمت ووضعت يدها على خده
قائله أتعلم هنـاك شيئاً غريبا يجذبني لك دائما J
نظر إليها متسائلا : ماهو لعلي اعمل على تحسينه
أخبرته انها تحب طريقته معها لا يعاملها بنضج دائما ولا بطفوليه دائما يحبها بحيث يروي جنونها ويستثمر عقلها ينوع بين أسلوبه دائما ، أتعلم ! ربمـا أنا فتاه عاديه لكني أشعر أن الله يحبني بشده
سألها لماذا ؟!
ظلت تنظر إليه وفي مقلتيها آثار دموع مخفيه ، وقالت أنه يحبني بحيث أعطـاني من يحبني فينسيني عناء من لم يحبني
قال  ومن ذا الذي لا يحب اميرتي ؟!
قالت محاوله اخفاء عبارتها المكشوفه السابقه الناس ليسوا دائما يحبون الاخرين احيانا لا يحبونهم دون سبب
قال إنهم حمقى ! بالطبع
قالت لماذا هم حمقى ياذا اللسان الطويل
ابتسم مقبلاً كفيها وكيف لايكونوا حمقى وهم لايحبون أميرتي ! قلبها كالبلور لا تحمل ضغينه لأحد ولا تخجل من الاعتراف بفضل الآخرين في حياتها ، أحيانا أشعر أنك كامله !
قالت في نفسها ( لست كامله قط أشعر دائما وانني اكذب عليك )
لكن ياحبيبي ليس هناك احداً كاملاً سوى الله !
قال هل تعلمين متى يكون الإنسان كاملاً ؟!
قالت له لا اخبرني ايها الفيلسوف ؟
قال لها : إذا عشق الأنسان من أمامه سيراه كاملاً دون أخطـاء
إذا احبه جدا حتى نواقصه سيحبها سيحبه باخطاءه بافعاله بهفواته بكل شئ لانه يحبه بعمق ، الحب ياحبيبتي يولد في القلب نوما مغناطيسيا لكل مشاعرالاحساس بالنقص في الطرف الاخر
الحب ياجميلتي لا يولد سوى المغفره ومهما كانت همومك يسرقك إلى حيث عالم هما الاثنان وحدهما ، الحب يزرع الشوق  لا تشعرين بطول الوقت إلا حينما يبتعد عنك الحبيب ،الحب لا يجعلك ترين إلا من تحبين وكأن البشر كلهم تجسدوا في شخص واحد هو الحبيب J
قالت وهي تبتسم أحيانا الحب لا يغفر كل الاخطـاء !
قال لها إذا أنت لا تعرفين الحب J إذا لم يغفر الحب الاخطاء سيكون نهايته فراق والذي يحب لا يفارق ابداً يتمسك إلى النهايه بحبيبه J ربما يموت متمسكاً به ولكن لا يتخلى عنه ابداً
قالت في نفسها ( لم أكن لأعلم معنى الحب ابداً إن لم تكن بجانبي بعد محنتي ) أخبرني هل تشعر أنني أحبك ؟
قال لها : تريدين الصراحه ؟!
قالت وهي متخوفه من الاجابه أجل بصراحه
قال : أنتي تحبينني ولكن ليس بالقدر الذي أحبك به ، لا تستطيعين أن تحبينني بنفس مقدار حبي لكِ أبداً لا أعلم أحيـاناً أشعر أن هناك شيئـاً مفقودا في داخلك وكـأن هناك حزنا غامضا يسرقك مني أشعر بذلك
قالت : لماذا لم تسألني يوما عنه ؟! عن ذلك الاحساس الذي تشعره
قال : لا أريد أن أعلم عنه لأنني أن علمت عنه سأكون كالذي يجدد وجوده بحياتك وانا لا أريد أن يكون بحياتك سوى الفرح !
قاطعهم الجرسون وهو يضع الاطباق امامهم ثم رحل
اخذا يتناولا الطعام ثم صمت وقال لها : هل تعلمين لماذا كلما تسرحين انبهك بصوتي ؟!
اشارت لا لا أعلم لماذا ؟!
قال لها لن اسمح بأن يسرق أحد عقلك حتى لو كان حزنا ، لن أجعله يختلي بعقلك ويؤلم قلبك مادمت حياً ، وعدت بأسعادك وأنا لا أخلف وعودي
أشارت عليه ان يشرب من كوبها قليلا من العصير وشربت هي من كأسه رشفه من العصير
استعجب قائلا ولماذا هذه الحيره مادام العصير هو نفسه
اخبرته ان هناك معتقد قديم رغم انها لا تؤمن بالاساطير ان من يرتشف وراءك سائل ما سيبقى مخلصا لك للأبد ومحبا لك للأبد
ابتسم مستغربا وتقولين انني غريب !!
اين الغرابه ترى معتقداتك ! J
ضحكا كثيرا واسعدها كثيرا في تلك الليله رغم بروده الجو واحداثها المتلاحقه إلا أنه استطاع ان يسرقها ليله من الذكرى التي لاتعاودها إلا وقت فرحها لتنغص عليها حياتها .

يتبع ....