صراع بين الحب والذكرى 26





على مدى عده أشهر ساندته 


تغاضت عن أنشغاله أحياناً عنها ~ حتى في بعض الأحيان لا تراه إلا نائما



لكن كلما تسلل إليها الضجر تذكرت كلمات أمها



الأنهاك كان يحاصره دائماً من كل جانب 



لكنه تمسك بقوته كي يرد صنيع عمه واعتمد على تفهمها كي ينجز في عمله وتزداد ترقياته



على مدى عده اشهر مرت كـ انها عدد من الدقائق عليه لـ أنشغاله 



ومرت عليها كـ عده قرون من الزمن لـ أنها تحتضن صبرا كي ينجح هو



تخلت قليلاً عن أنانيتها في الأستحواز عليه كي ينجح ويثبت نفسه



لم يكن هناك عندما نطقت طفلته ماما لـ أول مره 



أو عندما بدأت خطواتها الأولى 



لكنها تصبرت على الأبتعاد بـ حبها الذي لا ينفذ 



حاولت أن تشتت وجع الأبتعاد بـ الذهاب إلى المعرض الأنشغال بـ رسم بعض اللوحات 



التنزهـ مع هند وصديقاتها 



جوليا كانت تتردد على بيتهما أكثر من حارس الـبيت !



وبـ رغم أستفزازتها المتكرره فـ إنها تعلمت كيف تكسي مشاعر الغيره بـ البرود حتى ينتهي الأمر



لم يعد يهمها عندما تجلس بـ اقتراب جداً منه 



أو عندما تكلمه في أوقات متأخره لـ  تشكو له كيف أنها منزعجه من بعض المواقف  فـ يبدأ بتهدئتها



بينما تستلقي حنين على أحد جانبيها وجههـا يتطلع إلى أحد النوافذ تسمع بصمت 



لا تستيطع الشكوى ~ تتألم بصمت وتغفو على تنهيده أو على أملاً بـ صلاح الحال!



أتصلت ذات مره بها هند كي تذهب معها إلى أحد العيادات النسائيه لـ أنها تشعر بتوعك



في اليوم الذي حضر نفسه لـ وليمه تشمل أبنه عمه وأمها



أستأذنت منه بهدوء ~ ولأنها تكلمت في وقتـاً كان أوتار أعصابه مشدوده فيه بسبب العمل 



أنفجر فيها غاضباً



حاولت تدارك الأمر وتهدئه الوضع حتى لايسمع ضيوفها صوته المرتفع 



ابتسمت وهي تحضتن دمعاً دفنته في عينيها بقوه 



حبيبي لا أقصد أنني سـ أرحل الآن ،، اقصد على الساعه التاسعه مساءاً



أي عندما يرحل الجميع 



رفع حاجبيه في غضب قائلا وهل سنقول لهم هيا أرحلوا إذا لم يرحلو الساعه التاسعه !



خرج بعدمـا هز كيانها رغم أنها مازالت تحتمل



انتظرت قليلاً شربت قليلاً من الماء 



لـ تبرد على قلبها المشتعل وجعا بـ الصبر 



ثم قامت بتجميل الأطباق بـ الطعام 



وخرجت ترتدي بسمه موجوعه في مضمونها لكنها وعدته يوما ما أنها سـ تصبر !



وهاهي تصبر مراراً وتكراراً



لو كان يرى مايحدث بداخل الجسد 



لكان رأي أن الطعام يفتك بـها وهي تأكله وتبتلعه وجعا



لكن لا أحد يشعر بـ أحد



المؤلم أن يكون أقربهم لا يشعر بك!



وكأن أقترابه منك ليس كافيا لكي يشعر بـ ألمك



مرت من بعد الشهور أياماً لـتتلقى خبراً بـ أن أحد  لوحاتها فازت في أحدى المعارض ومن المقرر بيعها بثمن باهظ ربما يكفيهم لـ سنتين أو أكثر ليعيشا مع طفلتهما في الرخاء



أسرعت تحمل فرحتها بين أضلعها ليكون هو أول من تطلعه على الأمر 



كان يبدو عصبيا وهو يتحدث إلى أحد العمال في الهاتف لأنهاء مشروع  معماري ما 



فتراجعت عن فكرتها وبدأت بـ أخذ نفسها بعيدا



نادى عليها ~ هل كنت تريدين شيئاً 



أومئت رأسـها نفياً



لكنه اقترب منها قائلا انك تكذبين 



نفت مره اخرى بـ رأسها 



رفع نظرها لمستوى رأسه مابك ! أنا أكلمك لماذا لا تردين علي بـ الصوت !



ادعت انها ترفع شعرها من على احد عينيها ومسحت ذرات الدموع التي فاجئتها 



لاشئ يـا أحمد أريد النوم ~ !



أقترب منها لـ يقبلها لم ترفض 



لكنها لـ أول مره شعرت بالخوف منه !



تسسلت من بين ذراعيه لـ تخلد إلى نومها محتضنه طفلتها التي ستبلغ العام غداً



بينما انهمك في عمله لينهيه 



اتصلت في الصباح الباكر لـ تعتذر لهند عن عندم حضورها لكن هند اخبرتها انها زارت عمتها الوحيده ولم تستطيع الذهاب ماذا عن اليوم ياحنين ؟!



سألت هند 



أبتسمت هند وكأنها تضمد ذاكرتها التي تحمل وجعها مما حدث من صراخه عليها امس 



أجل سنذهب  اليوم سويا 



ردت هند ~ حسناً أمامي ساعه وسأكون  بـ أنتظارك في سيارتي تحت منزلك ،، حسنا؟؟


ردت حنين ~ حسنـاً هند 


نظفت منزلها سريعا اطعمت طفلتها 



وهي تستمع إلى أحد المحطات التلفزيونيه الغنائيه 



ربما تسللت من عيناها الدموع دون ان تشعر على أثر أغنيه لخصت وجعها الحالي



في صبرها دون أدنى حق لكي تشكو



بعدما انهت اعمالها ارتدت ملابسها  نظرت طويلاً في المرآه وهي تضع بعض مساحيق الزينه 



عيناها ذابلتان ووجنتاها التي اعتدات ان يلونا بالوردي انطفئا 



وكأنها افاقت نفسها من غيبوبه التفكير اللحظيه انهت وضع المساحيق بسرعه كي لا تتأخر 



ومسكت بيد صغيرتها كي تذهبا 



رحبت هند بهما قبلت الصغيره 



أشارت حنين على هند أن يذهبا بالطفله أولاً لوالدتها 



لأنها أصبحت كثيره الحركه وترفض أن تُحمل ويمكن أن يصيبها الأذى في حال ذهبا بها إلى العياده 



وافقت هند رغم أنها كانت تتوق للتنزه معهما اليوم 



أوصلت حنين الطفله لـ الأم 



تفاجأت أن الأم قد أعدت المنزل لـ عيد ميلاد نغم الأول بالبالونات 



ولأن الأم لم تكن تعلم بحضور حنين تفاجأت هي الأخرى !



ماذا تفعلين هنا ! هل قال لكِ أبوك !



سألت الأم 



أبتسمت حنين فرحاً  بالمفاجأه 



أقسم لك أنه لم يقل شيئا أريد أن اترك المشاغبه الصغيره معك كي أذهب مع أحدى صديقاتي لـ مهمه ما 



ردت حنين 



حاولت ان تحمل الجده نغم لكنها اعلن رفضها بالصراخ 



أبتسمت حنين دعيها تمشي مشيه البطه التي تتقنها لا تريد أن يحملها أحد 



أبتسمت الجده مخاطبه لـ نغم هيا يابطتي إلى الداخل 



ولأن ألوان البالونات كانت أكثر أبهاراً من ملابس أمها التي غلب عليها اللون الأسود 



ركضت نحو البالونات لكي تلعب بها وهي تصدر صوتا فرحا 



عادت حنين إلى هند مره أخرى 


وأنطلقن إلى العياده 

بعد دقائق من انتظار الطبيب ~ دخلتا سويا إليه قام بفحص هند 

سألها عدد من الأسئله ثم نصحها بالدخول إلى  غرفه جهاز الموجات الفوق صوتيه

ليبتسم بعد النتيجه أنها تحمل جنيناُ لكن نوع الجنين لم يتضح بعد 

تهلل وجه هند فرحـاً ، وابتسمت حنين فرحـاً لها 

هي تعلم جيداً أنها أرادت ذلك بفارغ الصبر

كل ماكان يحزنها أن خالد سيحمل شرف أبوه لا يستحقها 

تناولا بعض المثلجات أحتفالاً بالخبر 

كم كانت هند تضحك بـ صوت مرتفع وكأنها ملكت الدنيا 

ثم اعادتها إلى بيت والدتها لـ تحضر الطفله 

أحضرت طفلتها الممسكه ب أحد البالونات الحمراء تخشى أن تفقدها 

وعدت أمها بالحضور الساعه السادسه مساءاً

دعت هند إلى حفل عيد ميلاد نغم في السادسه والنصف مساءاً 

أبتسمت هند ~ بالطبع  سـ أحضر كي يكون طفلي أو طفلتي جميله كـ نغم :)

بعد عودتها إلى منزلها شغلت نفسها عن أنتظاره بقراءه بعض الكتيبات 

وردها مكالمه فـ اجابت ~ كان خالد على الجانب المقابل

مرحبـاُ ~ قال خالد

ولأنها حفظت الصوت كثر ما أتصل هذه الأشهر 

أجابت بـ برود ماذا تريد ؟

أردت أن أهنئك بعيد مولد طفلتك ~ كانت يمكن أن تكون طفلتي 

صرخت فيه ~ أخرس خالد ! إن الله أحببها انه لم يجعل لها والد خائن كـ أنت

ماذا تحاول ان تفعل أصلاً تتقرب من صديقه زوجتك ! عار عليك .. 

عار ! ماذا يعني بالنسبه لك العار لقد تقبلته عدة في مراحل حياتك

عندما خذلتني

عندما تزوجتها حبـا في المال

عندما أهملتها 

أنت كائناً خلق من العار أصلاً 

لذلكـ لاتشعر به ! 

فـ لتذهب إلى الجحيم ~ أغلقت الهاتف


بعد قليل حضر زوجها كي يتناول الغداء ~ مصطحبـاً جوليا حيث كانا

يقومان ببعض الاعمال الهامة القريبه فـ اقترح ان تتناول الغداء معهما 

ورغم أنها أرادت أن يكون اليوم مميزاً ~ أشتعلت غيرتها رغمـاً عنها

بعدما تناولا الغداء على أحتراق مشاعرها

أخبرته أنه ثمه حفل لـ عيد ميلاد نغم تقيمه عائلتها 

أبتسم صغيرتي الحلوة نضجت :)

ما رأيك جوليا في الحضور ؟

أه Sure 

سيكون شيئا ممتعاً بالطبع إذا لم تمانع حنين ؟

قالت جوليا 

ابتسمت حنين  تخفي وجعـاً بالطبع جوليا يمكنك الحضور إذا أردت 

وكأنها تقول في نفسها وأين رأيي في الموضوع ! :(

أستأذنت جوليا كي تحضر نفسها للحفل 

بينما هي مستلقيه على سريرها قليلاً هاتفت  داليا وزوجها أيضا للحضور 


وقام هو بـ الحديث لــ أمه كي تحضر 


أرتدت فستانا بسيطا ذو لوناً ورديا 

وجمعت شعرها بـ رابطه شعر على هيشه فراشه ورديه على أحد كتفيها

وضعت مساحيق زينتها كي تخفي أثار أنتظار أحرقت قلبها ~ أنتظار لم يكتمل المراد منه 

ألا وهو عودته لـ طبيعته التي لطالما أحبتها فيه

ثم قامت بجعل الطفله ترتدي فستانا أبيضاً مزين بالزهور الورديه المرسومه عليه وجمعت خصلات شعرها الصغيره الرقيقه إلى الأعلى مستخدمه رابطه شعر على هيئه حبتا كرز ورديتان 


أنطلقا إلى الحفل في بيت الجده 

بعد عده دقائق بدأ المدعون إلى حفلهما الصغير الحضور 

حضرت داليا وزوجها أولاً 

ثم حضرت هند وخالد ثانياً

بعدهما حضرت والده أحمد وزوجه عمه مع جوليا 

وأمتلأ المكان بالهدايا وبـ ضجيج الأحتفال 

ربما لم يعد يعني لها الأحتفال شيئـاً وهي ترى أخرى متعلقه بـ ذراع زوجها في محاوله لـ أغاظتها

ونظرات خالد إليها التي تستفزها وتذكرها بـ وجعها

لا أحد من الحضور يشعر مقدار الوجع عندما تقوم بـ صناعه بسمه وقهقه رغمـا عن 

الألم الذي يحتضنها وهي بينهم

لكنها آمنت أن طفلتها تستحق أن تشعر بالفرحه التي تصاحب أجتماع أباها وأمها في مكان واحد !

بعد أنتهاء الحفل ، جلس الجميع للثرثره وتناول التورته اللذيذه بينما أنسلت من بينهما لتقف في الـ بلكون تستنشق بعض الهواء وهي تحمل طفلتها 

ربما بكت دون ان تدري مستخدمه يديها في ازاحه الدمع عن عينيها 

مؤلم أن تشعر بـ الاختناق وانت في موعدك مع الفرح !

استأذن خالد كي يدخن سيجاراً وقام من بين الحضور لـ يدخنها في البلكون 


رأها تجلس على أحد المقاعد تعبث بـ أصابع طفلتها 

سألها بـ فضول ~ هل انت بخير !

أجابت بالطبع أنه عيد مولد جميلتي أنا سعيده اليوم 

ابتسم بـ خبث ~ هل ستتهميني بالكذب إن قلت لك أنكِ لاتبدين سعيده على أي حال 

ضحكت في تسفيه لكلامه قائله 

ياسيدي متى عرف الصدق طريقك حتى لا أكذبك ! 

دعني وشأني 

اكمل حديثه قائلا من تلك الفتاه الشقراء ذات الثوب الرمادي 

تبدو رائعه 

ردت بـ تعالي ~ شخصا يزن النساء بـ جمالهن الخارجي لا يُتعجب أن يكون هذا كل ما يلفت نظره

ابتسم ~ تغارين منها !

رأيتها كيف تعلقت بـ ذراع زوجك ونحن نطفئ الشمع 

ابتسمت هي في برود ~ أضحكتني ~ أنها شخصيه تلقائيه من الممكن ان تفعل اشيائا لا تقصدها 

انها قريبه زوجي على أي حال ، لما علي أن اغار منها !

أكمل حديثه في ابتسام ~ لكنني أرى في عيناكي غيره مشتعله ! 

لو كانت تلقائيه كما تقولين ما قبلته قبل أن ترحل لـ أنشغالها 

وتعمدت أن تجعلكِ ترينها !

لازلت ساذجه ياحنين لاتعلمين الاشخاص الذين يحاولون سرقه ماتملكين 

قامت حنين تحمل طفلتها بعيداً هيا ياجميلتي كي نسمح له بـ تدخينن سيجاره ولا يؤذينا 

حاول ان يعبث بـ وجنتا الطفله لكنها ابعدتها بسرعه قالت له في حده أياك أن تلمس طهر طفلتي ! أحذرك ..

بعد دقائق دخل يبتسم وكأن شيئـا لم يحدث

رحل الجميع بعد الساعه العاشره ربما كانت الساعه العاشره والعشر دقائق حين كان أحمد يهم بالرحيل حاملاً الهدايا التي حصلت عليها الطفله 


نامت الطفله سريعا فور دخولهم المنزل فـ قبلتها ووضعتها في سريرها 

بعدها حاول التقرب منها أحمد ب لطف كـ نوع من الاعتذار عن أنشغاله

في كل مره تستسلم بين أحضانه تغمرها الفرحه

اليوم لم يكن هكذا وكأن أستسلامها كان واجباً

ليس من منطلق رغبتها بـ ذلك وكأن الانشغال صنع فجوة لا تستطيع هي أن تتخطاها 

ولا يستطيع هو الشعور بها 



يتبع.............