صراع بين الحب والذكرى 20





يوما بعد يوم مذ عمل مع خالد 

والمسافات تكثر بيننا

تمت حنين لنفسها  وهي تقطع ورقه الروزنامه التي تنبهها ان اليوم أكملت فتاتها الجميله 

سبعه أشهر 


سته أشهر على عمله مع خالد 

قل وجوده في البيت كثيراً

حتى علاقتهما باتت تقترب من الروتين كثيرا 

أيقظها صوت نغم من ضيقها ب هذا الحال

أقتربت من مهدها 

وجدتها مستيقظه 

تقف متمسكه ب احد زوايا المهد 

ما إن رأت أمها تهلل وجهها 

نادت 

ما .. ما ..ما 

حملتها حنين 

خاطبتها وهي تداعب أنفها 


اووووه نغم أستيقظت مبكراً 

هل ستذهبين للمدرسه

ها ... ها ؟

هيا نيقظ أباكي الكسول 

حملتها على ذراعها وذهبت إلى غرفه نومهما 

فتحت الستائر ل يُدخِل أشعه الشمس المذهبه 

وضعتها بجانب رأسه 

أبتسمت 

اقتربت من أذنها  قائله هيا هيا أزعجيه كما تفعلين معي

أبتسمت نغم وكأنها تفهم مايقال لها

ثم أنحنت لتعبث بملامح والدها في أكتشاف وفضول

حنين توقفي عن هذا أريد النوم ~ قال أحمد

ضحكت حنين وكأن بسمتها متعلقه بـ براءه طفلتهما

لست أنااااااا :) انها المشاكسه الصغيره جائت لتيقظك !

فتح أحمد عيناه ببطء ثم اتكأ على احد جنبيه محاولا أن يجعل نغم تخلد للنوم بجانبه

خاطبها قائلا : هيا نغم نامي معي قليلا ونستيقظ بعد خمسه عشر دقيقه

نظرت إلى أمها 

وعادت للنهوض بعدما جعلها تضجع وكأنها ترفض أن تنام

أبتسمت حنين 

قالت لها قولي له كف عن الكسل بابا الساعه السابعه وخمس عشر دقيقه 

ستتأخر !

عادت  نغم لتعبث بخصلات شعره 

ابتسم  حسنا حسنا حسنا 

استيقظت ياانسه نغم 

كفي عن مضغ اصابعي 

جلس على حافه السرير وحملها 

رفعها حاليا في الهواء

قائلا وهاهي نغم تركب الطياره 

ويييييييييييي ويييييييييييي

قهقهت نغم فرحاً بالطائره الهوائيه تلك 

لبس خفيه وأعطاها ل حنين 

قائلا صباح الخير حبيبتي 

طبع قبله على جبينها وكأنه يعمد على تذكيرها بـأشياء قل منسوبها في ظل انشغاله دائما

لكنها أبتسمت وردت تحيه الصباح 

سأحضر الفطور بينما تأخذ حمامك حتى لاتتأخر 

ابتسم ... اوك لن اتأخر 

لامس خدها بأطراف اصابعه بلطف 

وحمل منشفته متجها ليأخذ حمامه 

اتجهت هي تحضر فطوره ووضعت نغم في كرسيها المخصص 

تأخر في حمامه 

خرج مسرعا بعد دقائق معتذراً لقد تأخرت جدا 

انا اسف لن استطيع تناول الفطور يجب ان اذهب 

سأتناول البسكويت عندما اصل 

وداعاً عزيزتي وداعا نغنوغتي الجميله 

قبل كل منهما على رأسها وحمل حقيبه اوراقه واسرع في الرحيل 

بينما كانت تردد حنين كلمه 

لا بأس !

انها ليست المره الاولى ~ منذ أن عمل مع خالد يتعتذر عن الفطور

أحضرت علبه من الزبادي 


أجلست نغم على الطاوله 

وبدأت تطعمها 

لاحظت أن نظرها متجها لـ مربى الفراوله 

حركت الطبق 

فتحركت عينا نغم 

أبتسمت 

هل تريدين من هذا 

غرزت طرف الملعقه في المربى 

حسنا قليلا فقط ووضعتها على شفتاها 

جميله هي ملامحها وهي تتذوق المربى ضامه لاحدى شفتاها 

أبتسمت حنين مجددا ~ يبدو ان نونا تحب المربى مثل بابا 

أليس كذلك ! 

قامت بعدها بـ تنظيف الطفله واعطائها حماما فاتراً 

نامت على أثره 

بينما أكملت هي مهامها المنزليه 

بعد ساعات بدأت تحضر طعام الغداء 

دق هاتفها بعد دقائق 

اجابت 

حنين ... تكلم أحمد على الهاتف

أجل أحمد هل هناك شيئاً أجابت حنين

لن أستيطع القدوم مبكراً 

علي الذهاب للموقع  

ثم تقديم تقريرا عن بعض العمل المنجز

وهناك احتفاليه بسبب مضي خمسه وعشرين عاما على أنشاء الشركه 

سآتي لأخذك للاحتفاليه في الساعه الثامنه حسنا ؟

أعربت حنين عن رفضها 

لا أريد أن أذهب أستمتع أنت بالحفل 

رد احمد في لهجه معاتبه لماذا يجب أن نحضر 

أنه عشاء كبير وكل رجل سيحضر زوجته او حبيبته إلى هنا 

ردت في لامبالاه 

أحمد ... يجب أن تذهب أنت ... انت تعمل هناك 

أنما لا يتوجب عليّ انا الذهاب ! أوكي 

وداعا .. يجب أن اتابع الاكل حتى لايحترق

رد احمد  معربا عن خيبته حسنا حنين ظننت أنك لن ترفضي طلبي 

وداعاَ

كلمت نفسها بنبره مرتفعه دائما العمل 

الموقع

التقرير

اجتماعات 

أووووووف أين انا من هذه الانشغالات 

لماذا لايعتذر لهم عن الاشياء التي لايجب عليه ان يفعلها 

متعللاً بزوجته 

مثلما يعتذر مني بـ هذه الاشياء !

تقطع بعد البصل للطعام 

وكأنه حفز فيها البكاء المختبئ خلف أضلعها

أنها تشتاقه جدا 

تشتاق لـ حماقاته ومشاكساته التي تكاد أن تندثر لـ أنشغاله

تبدأ قطرات دمعها في التساقط 

تكلم نفسها في نفسها

أنني لست أبكي حقاً 

البصل هو السبب مجرد سبب فسيولوجي !

لكن انسياب دمعها لم يتوقف

تنهي الطعام الذي تعلم انه لن يتناوله 

ولن تتناوله هي ضجرا من وحدتها دونه

تنظر بعمق للساعه

وكأنها تعد الدقائق المتبقيه على حضوره

الساعه الثانيه ضهرا

وكأن الدقائق حلزونات بطيئه لا تكاد تمر !

تحاول الخروج من هذه الحاله

تأخذ حماما تردي احد فساتين البيت التي يحبها عليها

وكأنها تحاول ان تستحضره في غيابه

تركن إلى أحد المقاعد وتأخذ كتابا 

متشبعا بعطره

ينفذ إلى أنفها وكأنه يذكرها انه رغم ابتعاده يسكنها بقوه !

تقرأ لمده طويله ثم تعاود النظر للساعه 

الساعه مازالت الثالثه والربع عصراً

تسبها ب صمت ساعه لعينه !


تعيد الكتاب الى مكانه وترتكز إلى مرآتها تمشط شعرها 

يأخذها تفكيرها به إلى مكان بعيد حيث هي وهو فقط 

وكل ماحولهما مجرد سراب

عيناها المفتوحه مغشاه عن الواقع الملموس الذي يدور حولها

لا ترى عيناها سوى ضحكاتهما وسخافاتهما معاً ف تبتسم

يرن صوته في أذنها لقد أوشكت على الجنون عزيزتي 

تظل تبتسم 

ثم تنساب منها دمعه حاره ~ أه أشتاقك !

ولم تشعر بوجوده سوى عندما تكلم قائلا لما تبكين !

كانت تظن ان صوته المدوي يرن فقط في خيالها

لم تره عندما دخل الغرفه ومر من وراءها في المرآه !

عيناها اصلا لم تكن مفتوحتان على الواقع 

بل على ذكراهما سويا

استفاقت على لمسه من اصابعه ماذا بك هل انت مريضه ~ قال احمد 

نظرت له وهي تتلمسه هل انت هنا حقا !!

ابتسم احمد مستغربا هل تمزحين !! لقد اتيت منذ ربع ساعه وانت مازلت تمشطين شعرك

وكأنك لست هنا

داعبت وجنتاه بكلا اصبعي الابهام 

لم أكن هنا فعلا

جلس بجانبها على كرسي مجاور

إذاً اين كنت ايتها الهاربه !

كنت اهرب معك ! أجابت حنين

ولما تهربين معي وانا بجانبك !

اشاحت بصرها المتأرجح على ستار دمع 

لست هنا حقا

انت دائما مشغول

انا دائما في اخر قائمه اهتمامتك

لامس احدى خصلات شعرها المنسدله 

اي شيطان ذاك الذي يحاول ان يبث تلك الافكار في خلدك 

اقسم انني اشتاقك انها مرحله مؤقته كي أجني مركزا هاما 

وتكوني زوجه الرجل المهم

قاطعته قائله لا اريد ان اكون زوجه الرجل المهم 

أريد ان اكون حبيبه له 


لماذا اتيت باكراً ؟

قال لم ات باكرا الساعه الرابعه والنصف الآن 

لن ربما تحررت من الوقت في هروبك !

ابتسمت وهي تنهض 

ماذا س ترتدي في الحفل !؟

كي أقوم بـ الكي ؟

أمسك بكفها يجذبها نحوه 

لن أذهب 

تساءلت ؟! لماذا 

لاشئ سوى أنني اريد الهرب معك :) 

ما رأيك 

هل مازالت الفرصه متاحه ! 

جذبها نحوه اكثر

جلست على أحد ركبتيه 

بينما علقت ذراعيها على رقبته ووضعت رأسها على كتفه في أطمئنان

وقالت بهدوء 

وما أدراني انا ~ ربما تهرب مني بعد ان تهرب معي إلى مخيلتي !


لن أهرب ~ قاطعها أحمد 


~ أنا منهكه جدا من محاوله اللحاق بك حين تنشغل 

قالت حنين


أنا منهك جدا من أبتعادي عن النعيم الذي أجده في وجودك  ~ أجاب هو


حنين هل تتذكرين عندما حملتك بين ذراعي يوم زفافنا وانزلق التل الموضوع على رأسك


رفعت رأسها من على كتفه 


أبتسمت وقتها قالت اجل وتحرر شعري من كل هذه الاكسسوارات الممسكه به 


ازاح الخصلات المتناثره على كتفيها

قائلا 

وقعت في عشق ذاك الانزلاق !

وشعرك المسترسل المتأرجح في الهواء 

كأنك حوريه من الجنه 


ابتسمت حنين ~ لكني لست حوريه 

قبل كفيها 

أجل لستِ حوريه ~ أنت الجنه !


أخشى اننا سـ نتشاجر الآن  قالت حنين 

لاتكوني متشائمه ~ تبعثرين لحظاتنا الحلوه هبائا

حسنا .... أليس شعري الآن منسدلاً 

هل يمكننا أن نفعل كلاكيت مره ثانيه 

دعيني أرى قال في هدوء !


ثم خطفها من على الكرسي 

 إلى  ذراعيه

ضحكت هي لم أكن أتوقع تلك الحركه بدوت هادئا وانت تجيب !

أبتسم ~ وقال بنبره متعاليه مضحكه لا داعي لشكري 

أنا رجل المفاجآت !

كأنه يعيد تفاصيل زفافهما 

مشى ببطء


قال هنا قلت لكِ أنه سيكون حيث نقرأ سويا


وهنا خبرتك أننا سنملئ الغرفه أطفال


هنا أخبرتك أنك ستطهين لي !

وراح يلف في الشقه حاملا اياها على ذراعه

وهي تتعلق ب رقبته تأرجح قدميها العاريتان 

سكنت بين أحضانه 

باغتها قائلا هل تعلمين 

قالت ماذا ؟

اقصد هل تعلمين لو لم  يوافقوا على زواجنا ماذا كنت لأفعل

نظرت ب عين لامعه 

تستفسر قائله ماذا كنت ستفعل ؟؟

كنت سأهرب منهم معك ثم أهرب إليك !


لا أفهم ~ أجابت حنين 

تأمليها جيدا 

سـ أهرب منهم 

معك ....


ثم اهرب إليك 

!!

هل فهمتِ ؟!

:) ابتسمت .... أجل 


ماذا كنت لـ تفعلي انت ؟


سأل احمد 

كنت لـ أدعو الله ليل نهار كي يرزقني أياك :)


ابتسم معاتبا لنفسه ~ سألها في هدوء 

منذ متى وانا بعيد ؟!

قالت بنبره حزينه منذ اشهر وأنت كـ الغائب الموجود 

خبط كفه في رأسه ~ قائلا كم أنا أحمق !


سحبت كفه قائله ~ أنت ملاذي !


أحمد دندن لي أغنيه 


لماذا أنا اصلا ابدو كـ مغني شعبي ردئ الصوت 

ضخم نبرته 

ياااااااااااااااااليللللللل ياااااااااااااعين 

تبعثرت ضحكاتها في سكون الغرفه وكأنها انتصرت على المسافه التي ابعدته عنها


ربما انت احمق فعلا 

تعاليت صوت ضحكاتهما 

سخر منها في مزاح قولي انك تردين ان تغفو على صوتي الرااااااااائع 

ضحكت ~ مغرور !

بل اريد ان انام قبلك 

أخرجت لسانها لأغاظته :P 

أبتسم ~ قائلا تبدوان جميلاتان 

ماهما ؟؟ ردت هي

شفتاكي ! اسرع فالأجابه . 

مثل عينيك :) اجابت هي 

ماذا ترين فيهما سأل هو 

أجابت ... نبع حب ~ شئ من الاشتياق وشئ من مكر الرجال !

ابتسم بـ خبث 

قائلا ما رأيك لو نتناقش في مكر الرجال 


أحمرت وجنتاها خجلاً 

.............. يتبع