صراع بين الحب والذكرى 6



في ذلك اليوم تحول نور فرحتها  بظلام ذكرى حالكه مؤلمه ،

 كانت بين ذراعه يحاول تدفئتها وجسدها كالجليد بـارد كثيرا

 عيناها متسعتنان وكأنها تائهه

وضعها في سريرهما غطاها شغل المدفأه وأخذها بين ذراعه

 لكنها لم تكن تبدي أي ردود

 أفعال حدقه عيناها متسعه وتجري دموعها كالـ الشلالات

 هو لا يدري لما تبكي

وهي لا تدري كيف تفسر لها دموعه وتخشى أن تختلط عليها الأجابات 

فتنكشف الكذبه

 أكتفت بالصمت وأكتفى هو بالمشاهده في ألم.. دموعها وهو لا يستطيع أن 

يخفف عنها ألم المرض كما يظن هو

يمسح على رأسها عسى ان ينتقل الألم منها لجسده


... هذا ماتمناه يومها .. ليس ذاك غريبا ففي عمق الخذلان ينبثق الحب 

والأهتمام


صحيح أن من كسرها ذات يوم ذكر !

ولكن من أحياها بحبه أيضا كان ذكر ... بل الأصح أن يقال رجل

 تعلمت ألا تعمم القواعد ولا تتجاهل الظواهر

... لعلها نامت تلك الليله بين ذراعا زوجها وحبيبها

ولكن الأكيد أنها خلدت إلى النوم بين أنياب ذكريات كان خطئها الوحيد فيها 

أنها أحــبت بإخلاص لـ ذكـر لا يستحق الإخلاص

مرت الساعات أستيقظ هو (أحمد) كان لا يزال قلقاً عليها مسح على رأسها 

وهمس بأذنيه أتسمعيني ياأميرتي حنين هل أنتِ بخيـر الآن ؟!

فتحت عيناها قررت أن تخفي الاعراض الانسحابيه لما حدث أمس عنه حتى 

يرحل إلى عمـله ...

 أبتسمت أنا بخير الآن حـــبـيبي كان الألم أمـس لا يطاق فهم هو أنها تقصد 

ألم المرض بينما كانت تعني ألم حمى الذكرى التي تعاودها بين كل فاصل 

سعيد في حياتها .

أحمد : حنين ، هل آخذ إجازه اليوم وأبقى بجانبك ؟

حنين : تعلم أنني أشتاق لصوتك كثيرا( في نفسها فالصمت حل مبكرا أمس على قلوبنا ) لكنني بخيـر ياحبيبي أذهب إلى عملك .

أحمد : تعلمـين أنني أتكلم بجديه وعاد ليسألها هل أبقى اليوم هنا معكِ

حنين ابتسمت قائله : لست صماء لكنني بخير أذهب أنت سأكمل نومي ، داعبته قائله دعني أكمل أحلامي أيها المزعج .

قبلها على جبينها قائلا : ماذا ترين بأحلامك ؟

حنين : رأيتك تأرجحني في بستان كالجنه .

مازحها قائلا : ذاك كل ما رأيت J أستطيع أن أفعل أكثر من هذا بكثيـر دعيني أوضح لك J

أبعدته وهي تضحك لا أدري ما يخيل عقلك عن الأحلام... أحلامي بريئه 

ليست كما تظن ... أحلامي ليست منفلته أيها الشقي J

ودعها أحمد قائلا:  أتصلي بي إذا شعرتي بأي شـئ سأبقى قلقاً عليكِ أن لم 

تطمئنيني .

حنين : حسـنا J

رحل هو واختبئت هي من البرد تحت ألحفه كثيره

 أغمضت عيناها محاوله ان تغفو قليلاً ، ساعدها البرد على ان تنام

ولكن عقلها أعاد لها ما قالته لـ أحمد عن حلم الأرجوحه

جلست في حلمها بجانب  شاهد قبر كتب عليه هنا رقد أحمد زوج محـب ، 

كانت تبكي بجانب القبر وتقول له سامحـني عندما قلت أنني حلمت بك 

تؤرجحني في بستان لمـ أكن أحلم سوى بتأرجحي على لوح من الذكرى 

ويخبرونني دائما أن انتبه ، حتى لا يتمزق حاضري بخنجر ماضيي ، لربما 

أن كنت صارحتك لكنت تخلصت منه ... لقد فات الأوان لا أريد سوى أن 

تعود لي .................

أستيقظت مفزوعه من كابوسها كان جسدها ينتفض خوفاً من أن يكون حقيقه 

...
ابعدت الغطاء عن جسدها أخذت حماما دافئا لعلها تزيل رائحه الكذب الذي لا 

تستطيع التخلص منه  من على جسدها .

ارتدت ملابسها .... قادتها قدماها إلى المكان الذي فاجأها به أحمد وأرتبط 

بذكرياتها مع خالد ، في طريقها إليه كادت أسئله عقلها أن تجعلها تنحرف عن 

الطريق وهي تقود .... فهي لا تعلم لماذا ستذهب إلى هناك هل لكي تجدد ليله 

من الشيفون الوردي التي عاشتها في هذا المكان مع أحمد ، أم لتجدد عهود 

ماضي ولى وشرخ روحها .

وصلت والاسئله تكاد تفجر رأسها وعقلها المسكين لا يستطيع الأجابه جلست 

لم تخلع نظارتها السوداء التي أخفت بعض من ملامح وجهها ... جاءها النادل 

أخبرته أنها تريد كوبـا من القهوه بالحليب وبضع من رقائق الخبز المحمص 

بالجبن .

فاجئها صوت قادم من على بعد : هل لازلتِ تأتين إلى هنا حتى بعد الفراق !

حركت رأسها تجاه مصدر الصوت فإذا به خالد

حاولت ان تتمسك برباطه جأشها وان تكسو مشاعرها بـ اللا إكتراث .

حنين : مالذي جاء بك إلى هـنا ؟

خالد وهو يقترب من طاوله قريبه منها : لست أدري ربما أحسست أنكِ 
ستكونين هنا .

حنين : لا تتكلم عن الإحساس إنك تشوهه بكلماتك

خالد : حنين ... أنا أسف لم أرد أن أفاجئك في الحفل كانت مجرد مصادفه .. 

صدقيني

حنين : تعلم أن الصدق بالنسبه  لك مجرد أكذوبه أخرى أرحل من  هنا من 
فضلك .

خالد : كنت أظن أنكِ ستتمسكين بي أكثـر من ذلك .

حنين : وهل تمسكت أنت بي ! من فضلك أرحل لا أريد أن أتكلم في بقايا 

ذكرى لم تعد موجوده

خالد :  دعينا نصحح ماحدث .

حنين  نظرت إليه باندهاش : أتسمع ماتقوله !

خالد : حنين أريدك حقاً بحياتي !

حنين : أسفه لم يعد هذا متاحاً عرشك وهبته لرجـل يستحق ، وأنت بين 

أحضان أنثى أخرى .

خالد : لا أشعر معها بالسعاده .... لعلك إذا هجرتيه وهجرت أنا زوجتي ثم 

أجتمعنا سويا لنجدد عهود حبنا أن نسعد مجدداً كما كنا .

حنين : تعشق فعلا كسر القلوب ! .... لا تتكلم عنه هكذا ولا ترسم لي حياتي 

بكلماتك الحمقاء ... أرحل ... أبتعد ... لم يعد لك مكان هنا.

خالد : تبدو حياتك مثاليه لكن أنا أكيد أنك مازلت تحبينني أليس كذلك .

لم ترد حنين على سؤاله

خالد : أنتِ تعلمين أنني أحبك كثيراً ، لا تقصيني ثانيه عنكِ فأخسر كرامتي 

وأنا أتوسل إليك الفرصه

حنين : أنــت أحبـــبـــتني لدرجه التلذذ بـ إيلامـ قــلبـي 

وأنا أحـــببـــتك لدرجه أنني لــمـ أهتــم بألمــي في حيـــن أشبعت لذتكـ 

ودسـت على قلـبي،  رغم أنك آلمته بجبروتك .... تعتقــد من الذي خـــسـر 

قيمــه نفـسه وكرامتهــا ؟!!!

أرحل لأنه لم يعد لك وجوداً ... بين سطور مستقبلي لست سوى سرابا لم تكن 

يوماً ولن تكون يوماً .... أنت أحقر من أعلق حبل ذاكرتي به .

أغاظت كلماتها رجولته المزعومه أحترق كبرياءه  تحت لهيب رفضها ليس 

لوجوده بل أيضا رفضها  لذكراه .. أبعد كرسيه بعنف

وقال لها : سأرحـل ..... لكن أعدك ألا تنسيني .

بعدما احضر لها النادل طلبها كانت تتناول فطورها وهي تشعر بلذه الانتصار 

لكرامتها التي أنسكبت تحت أقدامه يوم رحيله ، شعرت بأنها ربما تتغلب على 

ذكراه بعدما أحرزت فوزها بالتغلب على وجوده .. أثارت كلماته قلقها قليلاً 

ولكنها تجاهلتها .
أجرت مكالمه بهاتفها الخلوي لصديقتها داليا تعتذر عن الانصراف المبكر 

أطمئنت عليها وتركتها تحتفل بزواجها الجديد .

شعرت أنها بحاجه إلى سماع صوت حبيبها الوحيد فأتصلت به

حنين : أشتق تلك فمن أنا ؟؟

أحمد : اممممممم ، انتِ حبيبتي J

حنين : أحسنت J سأكافئك بلوح من الشيكولاته

أحمد : أتمنى ألا تنسي وعدك خاصه وأنني أعشق الشيكولاته

حنين : لن أنسى J

أحمد : حنين أنتظري لحظه

كان أحمد يناقش متدرب جديد في بعض التفاصيل المعماريه ثم عاد إليها قائلا

أحمد : ها .. أنا معك ... كيف حالك الآن ؟

حنين : أنا بخير .... ماذا تفعل عندك ؟

أحمد : لاشيء أناقش بعض التفاصيل المغلوطه تناولت كوب من القهوه 

وأنتظر الأجتماع ... أخبروني حسام أنه من المهم أن أحضره

ماذا تفعلين أنت ؟

حنين : لا شيء ....أجلس في المطعم الذي فاجأتني به واتناول فطوري وأنا 

أرى أنعكاسي على الماء.

أحمد : يالكِ من محظوظه J ألا تحتاجين إلى رفقه ؟

حنين : بلى ... أشتاق لزوجي كثير ( ضحكت ) لكن لا تخبره حتى لا يزداد 

غروراً أنت لا تعلم كيف يبدو عندما يكون مغروراً

أحمد : أخبريني .. أخبريني ، لن أخبره سيبقى سرا بيننا  (يضحك)

حنين : عندما يكون مغرورا يبدو كالديك ذو العرف الأحمر  دائما رأسه 

ممدوه للامام J أريد أن أخبره أن الغرور يتعب فقرات الرقبه J J

أحمد : ( يضحك) حسنا حسنا لن أسألك مجددا في تشبيهاتك فهي غريبه بشكل مضحك ، كيف حال طفلتنا ؟

حنين : مشاكسه كوالدها ، تركل كثيراً .

الآن أذهب لعملك وأنا سأذهب إلى المعرض هناك فكره لوحه جديده برأسي 

وسأتجه لتنفيذها .

أحمد : حسنا سيدتي ... إلى اللقاء لن أتأخر اليوم J

حنين : أعادك الله لي سالما يا حبيبي .

أغلقت هاتفها وضعته بحقيبتها نادت النادل أعطته الحساب ورحلت

حتى مشيتها ذلك اليوم أختلفت قليلاَ ربما لأنها احرزت تقدما في التغلب على 

جزء من صراعها ضد حبيبها السابق

يتبع .....