صراع بين الحب والذكرى 4




عـادا تقريبا إلى المنزل الساعه الثانيه عشر ، أراد أحمد أن يتأخرا لأن الغد أجازه (يوم الجمعه) .
عندما عادا أصرت ألا تنام قبل أن تقوم بكي ثوب الصلاه لأحمد
غافلها أحمد وقام باستبدال ملابسه ثم قام بملء حوض الأستحمام بالماء الساخن . خرج إلى حيث هي وأصر أن يكمل هو الكي أخبرها أنه حضر لها حماما دافئا لأنه يعلم أنها مرهقه .
سألته وهي تبتسم هل وضعت الفقاعات بحمامي عزيزي J
قال لها لا أيتها الطفله المدلـلـه ، ما سر حبك للفقاعات ؟!
 قالت حنين : لست أدري يعجبني أنها شفافه تجعلني أرى نفسي ولكن بعده زوايا وكأنها تقول لا تنتظري على محطه واحده فالحياه ابدا بل أنظري إلى كل الزوايا ! ربما عكست إحدى الزوايا ألما واهدتني زاويه اخرى فرحا لم أكن انتظره J
قال لها عديني بشئ واحد !
قالت له ما هــو ؟!
أخبرها ألا تذكر الألم معه ابداً
ابتسمت وقالت آسفة عزيزي لن أذكره ثانيه
قال بلهجه تشبه الأمر الآن أذهبي إلى حمامك الدافئ ها هي المنشفه  ولا تتأخري ، إذا تأخرتي سأحضرك بنفسي J لا تجبريني على ذلك أنا أحذرك ثم أبتسم .
ضربته ضربه خفيفه بالمنشفه على ذراعه قائله أيها المشاكس الشقي أحذرك أن تدخل سأضع لك الصابون في الأرضيه وأجعلك كـ الضفدع الذي يقفز لأنه ليس هناك شيئاً ثابتا يقف عليه وضحكت حتى أرتفع صوتها
قال ساخراً لماذا تضحكين هكذا !
قالت : بصراحه أتخيلك J J شكلك  في تخيلي يكاد يقتلني ضحكاً
دفعها بعيدا وقال لها أذهبي أيتها الكسوله  .. هيا .. هيا
أكمل كي ثوبه وقام بتعليقه ورش بعض العطر عليه .
فيما كان ينتظرها أحس بالنعاس فدخل تحت الغطاء ومدد جسده على السرير جاءت هامسه حبيبي هل نمت ؟!
قال لها لا  ، لا أستطيع أن أنام وانتِ لست بجانبي
قالت وهي تطفء الأنوار الجو بارد كثيرا
توسدت ذراعاه وقالت أتعلم لم أحب الشتاء يوماً دائما يذكرني بالهدوء المحزن
قبلها في جبهتها قائلا : ولكننا تزوجنا في الشتاء ، ألا تتذكرين ؟!
قالت : اجل أتذكر ، لم أكن أحب الشتاء ولكن الآن أحبه J
قال مستعجباً : لماذا إذن ؟؟
قالت : أصبحت أحب شعور ذراعاك الملتفان حول جسدي
احـب ذلك الشعور حينما تتلاصق أجسادنا وأشعر بأنفاسك تداعب خصلات شعري  . أحب الشتاء لأنه يجبرنا على أن نقرب من بعضنا حتى لو كنا متخاصمين لنشعر بالدفء
لـم أعد أشعر بالدفء من دونك !
قال وهو يمرر اطراف اصابعه على وجهها أخشى أن تكوني حلماً
أرجو ان أستمر في تلك الغيبوبه أن كنتِ حلمـا فليس هنـاك حلمـاً دافئاً بقدرك ليس هناك حلما يستمر في إعادتي إليه سواك وكأن السحر توقف عند ملامحك وأفعالك وجمالك أتدرين أحزن وأشعر بالعصبيه وأشعر أنني إنسان آخر من دونك ، يخبرونني أصدقائي ذلك دائما J أتعرفين حسـام صديقي يقول لي أنه يراني شخصـاً آخر عندما أكون معك قال لي مره مازحا أنه يريد أن يصنع نسخه منك يوجهونها لي عندما أغضب منهم ....
قالت وماذا قلت له ...؟
قال : أخبرته أنه ليس هناك سوى حنين واحده في هذا القلب وسحب كفها ووضعها على صدره .
قالت : لا تخف ، لست حلمـاً أنا حقيقه
قال : وكيف أعلم ذلك ؟
قالت : أقرصك وقامت بقرصه قرصه خفيفه
قال : لقد أوجعتني أيتها الماكره
قالت : أوجعتك L ..... ثم قامت بتقبيل خده وابتسمت الآن ذهب الوجع J
غالبهما النعاس وهما يحتضنان بعضهما البعض وأرخى النوم ستائره عليهما وهما يبتسمان فأغمضا جفنيهما وهما يبتسمان .
دقت الساعه العاشره  ولم يرد أن يوقظها فأطفئ المنبه وتسلل من بين ذراعيها ليأخذ حماما دافئا سريعا .

أستيقظت على أزيز الدولاب وهو يفتحه ليرتدي ملابسه
قالت : صباح الخير ، حبـــيبـــي J
قال لها : صباح الخير يا شمـــسي .
قالت : أنتظرني سآخذ حماماً سريعا وآتي معك J أريد أن أصلـي ثم نذهب لوالدتك .
أومأ برأسه حسنا لكن أسرعي
أسرعت حتى لا تأخره وارتدت ملابسها ، وانطلقا للصلاه
كانت خطبه الجمعه تتحدث عن كيفيه إبقاء الرابط الزوجي قويا ومتينا وكيف أن الزواج رباط مقدس دائما يتدخل الشيطان ليفسد علاقه الزوجين او يفسد احداهما وكيف أن طاعه كل منهما للآخر والمشاوره بينهما تقوي تلك الروابط وتزيد من قوه علاقتهما
أعجبتها الخطبه كثيرا حتى أنها أخرجت ورقه من حقيبتها ودونت الكثير من النقاط التي أعجبتها
قامت الصلاه وكانت كلما سجدت دعت الله ثلاثاً ألا يفرق بينهما
دعت كثيرا في كل سجود ألا يتدخل الشيطان بينهما
ودعت أن ينسيها الله مافات من اخطائها
وحبها القديم الذي لايتركها إلا ويفسد لحظات السعاده والصلح بينها وبين نفسها .
انتهت الصلاه وانتظرت اتصاله لكي يخبرها بأن تخرج لانه ينتظرها بالخارج
رن هاتفها الخلوي فعلمت أنه يريدها أن تخرج .
خرجت فوجدته بأنتظارها ثم قاد إلى حيث بيت والدته
فرحت الوالده كثيرا برؤيتهما ورغم وجود بعض الخلافات التي لاتنتهي بينها وبين حنين قامت حنين بتحيتها واحتضانها
أصرت الوالده كثيرا على أن يتناولا الغداء معها
وكانا يتناقشا وهما يتناولا الطعام سألت أم أحمد حنين عن عمر الجنين الآن .
أخبرتها حنين أنها فالشهر الخـامس تعجبت الأم كثيرا قالت أتدرين
ليس ظاهرا جدا عليك الحمل ، يجب أن تأكلي أكثر الآن .
نظر إليها أحمد قائلا : أتسمعين !
ثم قالت الأم أتمنى أن يكون فتـى J
نظرت حنين إلى أحمد وكأنها تعاتبه :....! قائله في نفسها ألم يخبرها أن الطبيبه قالت أنها فتاه ..!
أشار لها أنه نسي ذلك J
قالت حنين : الجنين القادم بأذن الله يكون فتى ، لكن هذه المره أنها فتاه .
بدا على وجه الام خيبه الامل قائله كنت أريد أن يكون فتى !
حاولت حنين ان تضفي المرح على الموضوع فقالت أردت أن تكون فتاه حتى تشبهك وأبتسمت
أخذت الأم ذالك على أنه سخريه وردت بلهجه معاتبه كنت جميله في شبابي يا حنين
اوضحت حنين انها لم تقصد السخريه منها ، تابعت قولها أنها تريد طفلتها أن تشبه جدتها من حيث طيبه قلبها وكرمها فأحمد لطالما حكى لي عن طيبه قلبك وقامت بتقبيل رأسها .
كانت حنين عاقله بحيث لم تكن تجعل كلمات بسيطه تستفزها وتخلق سوء تفاهم بينها وبين أم أحمد خاصه لانها كانت لاتحب أن يكون زوجها متحيرا بين أمه التي لها حقوق عليه وزوجته التي يحبها كثيرا
تناقش الثلاثه عن امور الحياه وقام أحمد بحكايه بعض الطرائف التي تحدث معه في عمله مما اضفى على الام السرور
ثم رحلا إلى منزلهما J أعتادا أن يقرءا كتابا في يوم الجمعه
ويتناقشها فيه .
اختارت حنين كتابا حول مراحل الطفوله وكيفيه التعامل معها
جلس أحمد على الأريكه وجلست حنين ملاصقه له
كانت حنين تحب كثيرا الصور في الكتاب وتخبره أنها تريد طفلتها أن تشبه تلك الطفله في الكتاب ، أخبرها أحمد أن طفلتهما ستكون الأجمل ... أن لم تكن بجمالها الخلقي فبجمال قلبها J
تذكرت حنين أن تخبره أن حفل زواج صديقتها داليا غدا وأنها تريد أن تذهب ، أخبرها أحمد أنه سيكون عليه العمل باكرا في اليوم الذي يليه ، طمأنته حنين قائله سنذهب الساعه الثامنه وسنعود الساعه العاشره أو الحاديه عشر على أقصى تقدير J
وافق أحمد على طلب حنين ، وقام ليحضر كوبا من  مشروب الشيكولاته الساخنه .
أتصل صديق أحمد ( حسام ) على هاتف المنزل فأجابت حنين حياها ثم أخبرها أن تخبر أحمد أن يجب أن يحضر إلى موقع معين (واعطاها عنوانه)  باكراً لأن رئيس العمل يشكو خللا في بعض التصميمات الهندسيه .
قالت حنين أنها ستخبره ثم أغلقت الهاتف أحضر أحمد كوبا الشيكولاته الساخنه وفيما كانت ستخبره بما قاله حسام رن جرس الهاتف مجددا كانت هذه المره أمهـا تطمئن عليها قامت بتحيتها ووعدتها بالمرور عليها في الصباح أوصت الأم حنين أن توصل سلامها لأحمد وأن تعتني جيدا بالجنين .
نسيت حنين أن تخبر أحمد عن ما قاله حسام ، احتسيا مشروب الشيكولاته الساخنه وسخر من أثر الشيكولاته فوق شفتاها .
ثم قام لينجز بعض المهام المتعلقه بعمله بينما تابعت هي فيلما وثائقيا عن الحرب العالميه الثانيه .
شعرت بالأنهاك فأخبرته أنها ستذهب للنوم شعر بالقلق عليها سألها حنين هل انتي بخير ؟ اتريدين ان نذهب للطبيب
أخبرته انها بخير لكنها تشعر بالنعاس وقبلته وانصرفت إلى سريرها .
كانت تشعر بالبرد فقامت بتشغيل المدفأه واستسلمت للنوم.
روادها حلما غريبا رأت أنها تحمل فتاه بين ذراعيها وتطوف حول الكعبه وهناك ضوء ساطع ابيضاً صافيا .
كانت تبتسم وهي نائمه ، لاحظ ذلك أحمد حينما كان يخلد للنوم انها تبتسم ازاح خصلات شعرها من عينها محدثاً نفسه كم هي جميله وهي نائمه وكأنها طفله بسمتها لها سحر مختلف وهي نائمه
قبلها بجبهتها وخلد للنوم .

 أستيقظ وحده صباحا ولم يشأ أن يوقظها
قام بأعداد فطوره وطبع على خدها قبله وحمل أدواته ورحل وترك لها ورقه على المنضده يخبرها انه يحبها وانه سيعود حوالي الثالثه عصرا .
استيقظت حوالي الساعه العاشره قامت مسرعه خشيت أن يكون مازال نائما فوجدته رحل ووجدت الورقه .
أتصلت لتخبره أنها ستذهب لأمها ثم تذهب لتشتري بعض الحاجيات لها في البيت ، شعرت أن نبرته مختلفه كان يكلمها بنبره مختلفه شعرت أن هناك شيئاً
استفسرت عما به قائله : أحمد ماذا بك ؟
اجابها : حنين لست بخير الآن ، لاأريد التحدث سنتكلم حينما أعود أنا مشغول الآن إلى اللقاء .
حنين استغربت كثيرا لم يكلمها هكذا من قبل حاولت ان تتذكر وهي ترتدي ملابسها لتذهب إلى أمها عما إذا كانت اخطأت بشئ أو فعلت شئ يغضبه قالت لنفسها هل غضب لأنني نسيت أن أوقظه صباحا ؟
هل ذهب متأخرا ؟ وأخذت تطرح على نفسها اسئله دون ان تجد جوابا .
قادت السياره إلى امها ، طرقت الباب ففتح أبوها عانقته بحراره لم تعلم أنه أتى من السفر فهو دائم السفر بحكم عمله
سألته متى أتى أخبرها الوالد أنه أتى مساءا ولكنه أراد ان يفاجئها
مكثت قليلا معهم ثم استأذنت أبيها أن تأخذ أمها ليذهبا لشراء بعض الحاجيات للمنزل وافق ابوها ولكنه اوصى الام ألا تتأخر حتى تحضر الغداء باكراً
قامتا بالتسوق معا ثم ودعتها ورحلت حنين إلى المنزل بعدما أوصلت أمها لمنزلها .
أسرعت حنين في تحضير الغداء وتنظيف المنزل قبل أن يحضر أحمد للمنزل وقامت بكي بعض ملابسه وقامت بنشر بعض الملابس سمعت أحمد يفتح الباب فركضت إليه تعانقه ، ولكنه ازاح ذراعاها من حول  عنقه  ، أستغربت كثيرا رجعت خطوه إلى الخلف فرأته عابسا ليس مبتسما كما اعتاد ان يكون عندما يرجع من العمل ودار بينهما هذا الحوار
حنين : أحمد .... ماذا بك ؟!
أحمد : ألا تعلمين حاولي التذكر !
حنين : هل أغضبتك لا تخيفني ! ماذا فعلت !
خافت حنين حينها أن يكون علم شيئاً عن ما مضى من ماضيها ، قطع حبل تساؤلاتها بنبرته الغاضبه
أحمد : لماذا لم تخبريني ان حسام أتصل بالأمس وأنه طلب منك أن تخبريني أنني يجب أن أذهب إلى الموقع باكراً
لقد طلب منك ألا تنسي ، لا أحب أن أشعـر بالأهمال منك عندما يتعلق الأمر بعملي
حنين : L لم أكن قط مهمله فيما يتعلق بعملك ..... أنا آسفه لقد نسيت
أحمد : لم يكن عليكِ أن تنسي النسيان للأشياء التي لا تتمتع بالأهميه قولي لي هل تظنين أن عملي ليس مهما !!
حنين : أنا آسفه جدا ، سيدي لقد نسيت أنا آسفه ... وبكت ثم أستدارت لتطفء الموقد حتى لا يحترق الطعام .
أحمد لقد قمت بكي ملابسك وغسلت ماكان متسخا اللوحات وضعتها بالصندوق وقمت بترتيب الكتب وحاولت أخفاء بكاءها هل اضع لك الطعام الآن ؟!
قام أحمد بتأنيب نفسه لأنه شعر أنه أحزنها وقال لها حنين أنظري إلي L
قالت محاوله ان تخفي بكاءها لا أريد
قال حبيبتي آسف على لهجتي تلك أنظري إلي أرجوكِ لم يكن يعلم أنها تبكي وعندما لم تنظر إليه قام بوضع يده على ذراعيها وجعلها تستدير رأي في عيناها أثر الدموع لامس بأطرف اصابعه جفنيها يحاول أن يزيل الدموع عنها .
أحمد : ليتني أمــــــــــوت L
حنين : أيها الأحمق لماذا تدعو بذلك L لا تقل ذلك ثانيه أتمنى ألا تموت L
أحمد : L لقد أبكيتك كم أنا غبي L
انا آسف حنين كل مافي الأمر أنني لم أرد أن يتهمني رب عملي بالاهمال وعدم الدقه في المواعيد أنا آآآآسف جدا لم يكن ذنبك كل البشر تنسى كان علي أن أتحقق المواعيد من حسام بعدما انصرفت باكراً يوم وفاه الجده هذا خطئي لم يكن علي القاء اللوم عليكِ حبيبتي آسف جدا L
قبلته قالت بل أنا المتأسفه لم يكن علي النسيان لا تغضب مني حبيبي
قال لها أنه ليس غاضبا منها بل غاضبا من نفسه لانه جعلها تبكي
ابتسمت قائله لن نقف هنا اليوم بطوله لنتنازع على الأسف بدل ملابسك بسرعه سيبرد الطعام J

يتبع .....