صراع بين الحب والذكرى 25-2





تحت وطأه الصمت الذي تركها الغضب في حضرته 

أخفت حنين غضبها منه حين تخلف عن موعده معهم

لـ ربما لو أتى لكانت غفرت له قليلاً

لكن البدايه دلاله على ماينتظرها من أهمال لـ أنشغاله

بـ الاضافه طبعا إلى وجود خطيبته السابقه والتي يتوجب عليه الوقوف معها 

لكي يرد صنيع عمه 

كل تلك الأفكار تجعلها مشوشه 

تسائلت وهي تفرغ الأطباق كي تغسلها بعد 

رحيل الحماه  أهي أنانيه تلبتس غيرتها عليه 

أم أنه حقها في أن تستولي على كيانه وحدها 

وحقها أن يقيم فيها وتقيم فيه وطنـاً لا يقبل الغرباء

هل أستولت الغيره على حصون عقلي فعلاً كما يظن هو 

أم أنني فقط أريد الأحتفاظ بما هو ملكي وهو كل ما أمتلك !

أفاقها حديث أمها بجانب عندما رأتها تسبح في الشرود مراراً وتكراراً

حبيبتي ماذا بك ؟ ... قالت الأم 

لاشئ أمي ~ حاولت حنين ان تخفي اسئلتها اللامنتهيه

وضعت الأم كفها على كتف حنين قائله لاتكذبي ~ عيناك اللامعه تخفي دمعـاً تسيطرين عليه بـ عقلك الرافض للأنكسار و

ألا أعلم نظرات طفلتي !

سرح نظر حنين إلى مايتخطى  الرؤيه الحالية إلى الرؤيه المستقبليه 

تنهدت قائله 

أنا أصارع كل شئ ! كل شئ ي أمي كي أقترب منه قدر الأمكان لكنه لا يبالي !

مازال يلهث وراء المميزات الأجتماعية التي يمنحها له عمله الجديد 

ثم جائت تلك الفتاه ايضا لتضاف إلى قائمه متاعبي !

أشعر بـ الانهاك 

وكـ أنني أحارب من أجل شئ لايهتم بـ أقترابي أو ابتعادي ! لم يكن هكذا من قبل 

أبتسمت الأم محاوله تدارك كمّ الأحباط الملوث بالحزن في عينيها 

أي فتاه !

أزاحت حنين نظرها تجاه الأطباق التي تقوم بغسلها

أنها أبنه عمه الراحل ساعده كثيرا كي يقف على قدمه في مشواره المهني ... تمت خطبتهم في الماضي لكن الأمر لم يستمر وأفترقا

سافرت مع والدتها بعد ذلك إلى أحد الدول الأروبيه بعد وفاه والدها 

وكانت تدير أعمالها وهي هناك لكن الأمر لم يفلح أظن انها تواجه بعض المشاكل في ادارة اعمال والدها

فـ جائت إلينا أمس  تطلب مساعدة أحمد 

أبتسمت الأم مجدداً فـ أبتسمت حنين على بسمتها وكـ أنها شفاء 

أيمكنني أن أقول شيئـاً عادلاً في حقه !؟ سألت الأم حنين 

أبتسمت أجل يا أمي  قالت  حنين

قالت الأم في تربيت على كتف أبنتها 

عزيزتي  يجب عليه أن يساعدها ~ أنه واجب القرابه 

حاولي ان تطردي تلك الغيره من قلبك أعلم أنكِ تثقين به وتعلمين أنه يحاول أن يعمل جاهدا من أجلك ومن أجل طفلتكما 

تنهدت حنين ~ أعلم ي أمي أعلم 

لكني أريده معي لا أريد أن يسرقه الأنشغال لينذوي على ذاته ويكون حضورة مختصرا بالروتين

قالت الأم ~ دعي عنكِ الافكار السيئه تأملي خيرا في نجاحه ... أدعميه ! لا تسرقي طموحه في أن يكون ناجحا في عمله 

الأنانيه الأنثويه تلك تكسر طموحه لا تكسري قاربه لجزيره النجاح 

أعطيه أنتِ الحب كـ مجداف أربطي على قلبه وساعديه 

أبتسمت حنين وكـ أن كلمات الأم أشرقت أملاً بداخلها 

أحبك أمي :) راعاك الله يا دفه نجاتي في الحياه 

قامت بتقبيلها :* 


بعد ساعتين أو أكثر قليلاً 

حضر هو ممسكاً بباقه من الزهور المفضله لديها 

وكارتـاً دون عليه أعتذاره 

طرق الباب 

وأختبأ وراء أحد الأركان 

فتحت هي لـ كي لا تجد أحداً وباقه ورد وضعت على الأرض ~ حملت الباقه متوجسه خيفه أن  تكون من خالد 

ضمتها قليلاً لـ تشم عطره على ورق الكارت قبل أن تفتحه فـ أطمئن قلبها 

أدعت أنها ستغلق الباب لكنها قفزت فجأه لتفاجأه هي نفسها في الركن الذي أختبأ خلفه فـ أبتسم 

مقبلاً يديها  ~ أتقبلين أعتذاري أيتها الأميره الحاكمه لـ الحدود الشرقيه والغربيه لقلبي ! 

أبتسمت في طفوله ~ ماذا عن الحدود الشمالية والجنوبيه 

همس في أذنها وهو يدخل من الباب 

يسكنها طيف حبكـ ياجميله ! <3 


القي التحيه الجميع عاتبته الأم بهدوء وحنين منشغله في أحضار الطعام له ~ ف تفهم الأمر معتذراً 

فـ دعت لهما الأم بالسعاده !

مكث قليلاً بعدما تناول طعامه وشاغبا أخاها الأصغر سناً ~ ضحكـا كثيرا على حبو طفلتهما الذي لاحظه الجميع فجأه وهم يتسامرون 

فـ كانت بمثابه المفاجأه الأكثر أسعاداً لـ قلب حنين متناسيه كل احساسها بـ الاهمال منه !

ودعا العائله متجهين لـ منزلهما 

وكـ أنها عروسـا تُحمل لـ بيتها من جديد بـ تلك الباقه من الازهار وفرحتها التي يحملها قلبها بسبب الطفله 

على أعتاب بيتهما رن هاتفه وهو يدير المفتاح تجاهله حتى دخلا

راحت هي تحضر بعض من العصير البارد بينما رد هو على مكالمته 

ألو ،، أجل جوليا 

أنبعجت بسمتها قليلاً لتستمع إليه في صمت 

لست مستعداً اليوم لدي بعض الأعمال 

لا لا ، لاتحضري إلي

سـ أحضر إليك في الشركه غدا في السابعه مساءاً 

لايمكنني الحضور الآن 

وداعاً

أقتربت منه بـ هدوء هل لديك عمل الآن !

طبع على كفيها قبله  :*

لدي العمل الأهم على الأطلاق 

أبتسمت بـ حذر :) ~ ماهو  .؟!

أن اكون بجانبك ~ أسرع هو في الرد ^_^

منذ زمن لم يتضاحكا هكذا ،، ربما أعدا كعكه من الشيكولاته ليحتفلا بـ حبو طفلتها الأول 

وألتقطا بضع الصور 

كي يضعاها بجانب المزهريه في غرفه نومه 

في نهايه يومهما الذي أبتدأ بـ غضب 

ولدت فرحه بـ طفله من صلبهما 

لـ يثبت الزمن ~ أن الحزن رحم خصبـاً للفرح 

وأن السعاده لا تقتصر على الوجود فقط 

بل بالتفاهم عند الأنشغال ~ المآزره في السعي 

الحب في أحتواء الغضب


يتبع ...............


لـ فاطمه غريب