صراع بين الحب والذكرى 8





أستيقظت حنين فوجدته مازال نائماً هزت كتفه وقبلته
حنين : أحمد أستيقظ هيـا سنتأخر ... سآخذ حماما دافئا وعندما أعود يجب ان تكون أستيقظت
أحمد : حسنا .....حسناً
تسللت من بين ذراعيه لتأخذ حماماً دافئاً وكالأطفال عاد ليضع الغطاء مره أخرى على رأسه .
خرجت حنين بعد دقائق وجدته مازال نائما ذهبت لرفع مفتاح الكهرباء ثم فتحت الأضواء في الغرفه ، صاح أحمد
أحمد : حــــنين أغلقيه أريد أن أغفو L
حنين : سنتأخر على الدكتور يا رجلي الوقور
أحمد : دكتور ... أي دكتور !
حنين : أذن مازلت نائماً .... أستيقظ J الدكتور الذي أتابع معه حملي أيها النائم في العسل
أحمد : الميعاد ..... اليوم ... أوووه ... لقد نسيت .
حنين : لهذا لا تلدون أنتم ولا تحملون أنتم J مجرد عقول للعمل تنسى حتى ادق التفاصيل  ... ضحكت .. تخيل ياأحمد لو كان الرجال من يحملون الأطفال لكانو تذكرو موعد الولاده عند حدوثها J J
أحمد : أعرب عن أنزعاجه .... يع ... ماهذه التخيلات المقرفه L
حنين : مقرفه لأنكم تحصلون على طفل بلا مشقه بينما تراها الانثى رأي عين وكأنها تصارع الموت لكي تهدي حياه من داخلها ؟!!
أبتعدت حنين عنه وهي تبدي غضبها قائله :
حنين : بنطالك هاهو ... القميص .... هاهو ... وحذائك تعرف جيداً مكانه .. حسنا ... لا تتأخر .. في نفسها ( قرف ... لازلت لا اصدق أقال قرفاً حقاً )
باغتها أحمد وأمسك يدها ثم طبع قبله على كفيها وأغلقهما ثم قال :
أحمد : لم أقصد ياحبيبتي كل مافي الأمر أنني لم أستطع التخيل سـامحيني J هل تدفئين قبلتي بين كفيك ! أرجوكـي ؟
حنـين : لازلت غاضبه L لكنني أعدك أن اهتم بها جيداً على الأقل لن أعتبرها قرفاً .
أحمد :حنين لا تكوني هكذا كنت أمزح حسنا .. تدرين لما جعـل الله الانثي هي التي تلد ؟!
حنين : لعل ذلك بسبب أنها تستطيع أن تتحمل القرف !
أحمد : تؤتؤتؤ ... لا لا أولا  لانها عندها قدره على تحمل كل مصاعب تلك الامور التي يعجز الرجل عن تداركها .. مثلا تغير شكلها تغير حجمها وتمدد جسدها وأيضا عن الولاده تتحمل تلك المشاق تبكي ... ولكن ماأن يأتي طفلها بين ذراعيها تبتسم وفي مقلتيها دموع الألم .
ثانيا العاطفه عندها شئ متجدد لا ينضب لزوجها لأطفالها ومع ذلك لا تنتهي ! ولا تقف عند حد في محاوله ارضاء كل اطراف الاسره متناسيه نفسها وذاتها J لذلك معظم النسـاء محظوظات J

حنين : لماذا ؟!!
أحمد : تخيلي عندما ينظر الله لها وهي تحاول أن تسعد من حولها ، تتحمل مشقه التربيه ومشقه الحياه الزوجيه في سبيل إسعادهم ألا تعتقدين أن الله ينظر لها نظره رحمه ... لا عجب أن الجنه تحت أقدام الأمهـات !
حنين وهي تبتسم : لقد أصلحت حقاً موقفك أسرع سنتأخر J
أحمد : الحــــمد لله ! لقد رضيت عني أخيراً ... حسنا سأسرع
حنين خرجت لتنظف المنزل قليلا قبل أن تغادره في حين كان أحمد يتجهز للخروج ... أسرعت لترتدي ملابسها حتى لا تتأخر .
نزلا سويا وأنتظرته حتى يحضر السياره من موقف السيارات
 ( الباركن ) بينمـا رن هاتفها .. وهي تنتظره أجابت حنين
حنين : ألووو .
المتصل : ألوو حنين كيف حالك .
حنين : بخير من يتحدث ؟
المتصل : ألا تتذكرين حتى صوتي ؟
حنين : لا أستطيع سماعك جيدا من يتحدث ؟
المتصل : أنا خالد !
حنين : لا أعلم من خالد ... أجادت تمثيل أن أحمد بجانبها أحمد أجب على الهاتف لا أعلم من يتكلم !
المتصل : حسنا .. حسنا سأغلق لكني أشتقت إلى صوتك .................................. وهو يكمل جملته أغلقت حنين الخط .
بدى على حنين الذعر فهي لا تعلم كيف أحضر رقمها كل ما كان يؤرق خلدها هو ماذا سيفعل خالد الاحمق الذي يحاول تدمير حياتها .. أشار لها أحمد أن تركب بسرعه ولم تنتبه هي أن المطر يهطل إلا بعدما أشار لها زوجها ... ركضت إلي السياره ...وشغل هو مدفأه السياره ... قائلا :
أحمد : كيف لم تنتبهي للمطر فتحتمين منه ؟
حنين : كنت مشغوله بالتحديق في الغيوم J
أحمد : J هل أخبرك شيئاً طريفاً حول الغيوم ؟
حنين : أبتسمت ... أها قل قص لي طرفتك J
احمد : عندما كنت صغيراً كان أبي دائم السفر إلى الخليج كنت وقتئذ في الخامسه من العمر .. كانت أمي تخبرني أن السحاب حلو المنظر .. ولكني لم أعي ما تعنيه كلمه حلو المنظر فكنت أسألها حلو كالحلوى القطنيه  ( غزل البنات) ؟؟ فتومئ برأسها أجل كالحلوى القطنيه ... عندما أخبرني أبي أنه يشاهد الغيوم وهو محلقاً فالجو أخبرته أن يحضر لي الحلوى فأخرج قطعه من الحلوى وقال خذ
لكنني أشرت إلى السماء وقلت أريد من الحلوى النظيفه التي بالاعلى J فأبتسم وقال انها طاهره من أن يلهو بها الأنسان ومنذ ذاك الوقت والغيوم لاتعني لي سوى الطهر .
حنين : خسارتي عظيمه لأنني لم أقابل والدك يوما لكان فخورا بك الآن .. حكاياك تخبرني أنه طيب القلب ، ولكن مثلما هناك غيوما نقيه هناك غيوما سوداء في وقت العاصفه أليس كذلك ؟


أحمد : الأصل في الغيوم الطهر والنقاء لربما وجدت غيوم سوداء لكنها لاتبقى تتلاشى سريعا J تذكرني دائما بالأزمات موجوده في الحياه لكنها ليست دائمه
حنين : ليتني بنصف تفاؤلك J
أحمد : لا شـئ يجعلني أتفائل سوى أنني أعلم دائما أن الله لا يكتب شيئا رأيته خيرا أو شرا بنظرتي القاصره إلا وكان خيراً لي اما في الدنيا أو الآخره مما يطمئن روحي ويزيل عنها غبار القلق .
حنين : تفاؤل وإيمان ياله من مزيج مميز برجل لـيس كباقي الرجال.
أبتسم أحمد قائلا : ووهبه الله أنثى مميزا ليعيشا حياه مميزه J
ضحكت حنين قائله : تعتقد أن طفلتنا ستكون مميزه ؟!
أبتسم فيما كان يحاول أن يركن السياره قائلا : هانحن ذا J وصلنا
ترجلا من السياره فتعلقت بذراعاه فأبتسم قائلا
أحمد : أعتقد أنها ستكون مميزه ربما ثائره مجنونه ونابضه بالحياه كأمها .
حنين : ليتها تكون عاشقه مثل أباها J
جلسـا ينتظرا دورهما فالدخول إلى الطبيب
همس بأذنيها
أحمد : حنين ماذا سنسمي الطفله ؟
حنين : لسـت أعلم لم أفكر حتى الآن في أسم
أحمد : مارأيك أن نسميها فرحه ؟
حنين : أسم جميل ... لكنه قديم ..
أحمد : امممممم ... ( يفكر ) ماذا عن نشوى ؟
حنـين : هذا أسم خالتي منذ أكثر من خمسه وخمسون عاما .. لا لا .. كبير جدا وثقيل جدا .
مارأيك بأسم جنـه ؟
أحمد : ولما لا نجعلها جنـات ... الجمع أفضل .
حنين : وهي تركب الأسم على أسم أحمد مارأيك في وقعه ... جـنـات أحمد !
أحمد : مادامت أمها عشيقتي ومأوي وهي طفلتي سأعيش حقاً بجنات .
حنـين : أتمنى أن تكون هادئه وليست مزعجه .
أحمد : أشك في ذلك ألا ترين أمها عندما أخبئ منها ريشتها لأخطفها من عملها دقائق ... لا تلاحظين كيف تصبح مشاغبه حينها كالاطفال وثائره J
حنين : ( تضحك ) هههههههههههه ، أجل تستفزني كثيرا  تلك الحركه .

نادت عليها الممرضه لتخبرهما بأن دورهما قد حان .
أمسكت بيديه .. فهي لا تحب الأطبـاء دائما يخبرونها بما يجب أن تفعله وألا تفعله ولا تحب تحكماتهم الخارجه عن السيطره .
وهوسهم الدائم بأشياء علميه لا تداركها العقول البسيطه ودائما ماكانت تعيب على الاطبـاء الذين يكتفون بالأوامر دون أن يوضح للمريض سبب تلك الاوامر.
رحب الطبيب بهما J  قائلا تفضلي مع الممرضه لتجهزك للفحص بجهاز فوق الموجات الصوتيه ( السونار) ... أفلتت يده ببطء وذهبت لكي تتجهز ... صعدت على السرير وكان قلبها ينبض بعنف رغم أن تلك ليست المره الأولى التي تجري فيها ذلك الفحص .
وضع الدكتور الجهاز على بطنها وكان يحركه ذهابا وايابا بينما كانت تؤلمها ضغطاته لكنها كانت سعيده برؤيه طفلتها على الجهاز
سألها الدكتور : مدام حنين هل تشعرين بانقباضات في أثناء الليل ؟
حنين : أجل أحيانا تشبه تقلصات الامعاء قليلاً
الدكتور : ماذا عن عمليه التبول أتعانين مشاكل بها ؟
حنين : لا لكني أدخل للتبول عده مرات .
أجل وأحيانا أشعر أن كليتاي على وشك الأنفجار .
الدكتور : حسنـاً.... هل ترين قلبه هنا ؟!
حنين : أجل ... لماذا أصبح في الأسفل هكذا  ؟
الدكتور : يجب أن تتحضري للولاده في غضون أسبوع على الأكثـر .
حنين : لكني  لازلت في اواخر الشهر السابع دكتور ؟!!
الدكتور : أجل ... لكنك ستلدين قريباً .... كوني متيقظه عندما تحضرك الطلقات حاولي أن تحسبي الوقت بين كل انقباضه وأخرى
أذا وصل الزمن بين كل انقباضتين متتابعتين نصف ساع هاو خمسه عشر دقيقه يجب أن تحضري للمستشفى إذا كان منزلك بعيدا هـذا رقم هاتفي ... أتمنى لك ولاده آمنه .

قام الدكتور وذهب إلى مكتبه حيث كتب لها بعض الارشادات وعلامات حدوث الولاده ثم أعطاها لـ أحمد .
نظرت حنين لـ أحمد ثم خرجا ولم يسمع منها كلمه طوال الطريق إلى المنزل
داعبها قائلا
أحمد  : أأكل القط لسانك ياصغيرتي J !
حنين : لم تبدي أي رده فعـل
أحمد : بعد أن وصلنا إلى المنزل أخبريني الآن ! مابكِ ؟؟؟
حنين : L اشعر بالخوف .... هل سأموت ؟! سمعت أن نساءاً توفين وهن يلدن L خائفه جدا L
بعد أن دخلا شقتهما اسرعت لغرفتها وهي ترتجف أسرع ورائها أحمد
أحمد : كل هذه مجرد ترهات ستكونين بخير ياحبيبتي
طفلتنا ستأتي ألم تشتاقي لها ؟ لـ جنات J طفلتك
حنين : أجل لكنني أشعر بالخوف أحمد هل تعدني أن تحسن تربيتها أن توفيت ؟
أحمد : كفـي عن ذلك مجرد فكره الموت وانتي تتحدثين بها لنفسك تؤلمني فقد أعتدت الحياه معك وأعدك أن اتمسك بك وأنا اعلم ان الله سيهديكي عمراً مديداً كي يرى طفلتنا تتربى بين أحضانك لا تكوني مزعجه .
حنين : عدني أن ترافقني حينها .
أحمد : انت ناضجه ستتخطين الامر.
حنين : لاااااااااااا عدني انك ستكون بجانبي .
أحمد : حسنـا .. أعدك .
هل لا زلت خائفه ؟
حنين : أجل L
أحمد : لمااااذا ؟
حنين : اتذكر صديقتي ناديه L
أحمد : أجل ، ماذا بها ؟
حنين : أخبرتني سابقاً أنها منذ أن أنجبت وزوجها لايمكث في المنزل تعتقد أن الأنجـاب دمر حياتهما الزوجيه L
أحمد : أمممممم ، أليست ناديه تلك التي صادفناها احد المرات تشتري المعطف الرمادي وأخبرتنا أنه بألفا جنيه ؟
حنين : أجل ، كنت أظنها سعيده لكن ...
أحمد : أتظنين أنها عندما تثقل كاهله بكل هذه المظاهر وما تكلفه من ماديات أنه سيحبها كما في السابق  ، تعلمين أظن صديقتك تلك تقيس الحب على الاغلب بالماديات . ربما يواجه صعوبه فالماديات ولم يعد يهديها ماكان يهديها فأصبحت كذلك J لا  تقارني حياتنا بها
حنين : تعدنـي حبيبي ألا تملنـي أبداً ؟

أخذها أحمد بين ذراعه وقبل وجنتيها

أحمد : أجل ، أعدكـ .
حنين : حسناً حسنا تذكرت ، أتذكر أبنه خالتك التي تطلقت من زوجها بعد مرور ثلاث سنوات على زواجهما وانجابهما ؟؟
أحمد : لست أدري لما تسيطر على عقلك حالات الفشل فالحياه الزوجيه ...
أجل أتذكرها J حبيبتي كانت مشكلتها تتمحور حول انه لا يصرف إليها انتباهه الكامل وهي تهتم بالاطفال على حساب حقوقه عليها ، ليس منطقاً أن تقارني حياتنا بها ايضا .
حنين : لربما أخذتني الطفله منكـ فتملني وتهجرني !
أحمد : ابتسم ... تعلمين مخاوفك كلها ممزوجه بروح طفله تهاب تجربه جديده لا أكثر .. حنين سأظـل أحبك مهما حدث أعدك وإذا أهملتني سأعاتبك لن أصمت واضيع حقي J أجل أنها ديكتاتوريه .
حنين : ضحكت ( ههههههه) وسأبقى بجانبك مهما حدث ياحبيبي
أغلقت حنين الانوار فعم الظلام على الغرفه ، صمتت قليلا ثم قالت
حنين : أحمد J غن لي أغنيه J
أحمد : لقد تأخر الوقت يا طفلتي الناضجه J لدي الكثيييييير من العمل باكراً ..... أريد أن أتدفـئ وأغفو على صوتك ... أسدلي أغنيتك أنتِ على مسامعي J
حنين : أنا متعبه ، (وهي تسخر) ثم أن منتج الاسطوانات الغنائيه قال لي لا تستهلكي صوتك ... أعطيك شيئا أفضل من الغناء ؟!
أحمد : أووووووه ، حسنا أنتظر هذا الشئ J
ضمت حنين أصابع كفيها الدافئه قربتها لشفتاها طبعت عليهم قبله ثم وضعت أطراف أصابعها على وجهه .
حنين : ما رأيك قبله دافئه أليس كذلك ؟
أحمد : أتسمين تلك قبله ؟
حنين : أجل ، ألم تعجبك ؟
أحمد : تحتاجين كثيرا من التدريب لتحسني القبلات J تريدينني أن اعلمك J !
حنين : ضحكت ( هههههههههههه) لديك عملاً باكرا يا مُعلمي الوقور . J
أحمد : أجل .. أجل ، أتذكر ذلك أتذكررره ! سأغفو على قبله تشبه الطبع على أوراق البريد !
حنين : أنت على صواب تلك لاتكفيك (هههههههه ) سأمنحك ثلاثه من نفس نوع تلك القبله ، وضمت أصابعها لتعطيه القبلات .
أحمد : أزاح اطراف اصابعها وهو يمازحها لا أريد منكِ شيئا
بينما أصرت هي على أن تمنحه تلك القبلات دار بينهما شجار مضحك بالأيدي من تحت الغطاء فتسلل النوم إلى عيناهما وهما يضحكان 

يتبع ...