صراع بين الحب والذكرى 7



رحلـت بعدما تناولت فطوراً أستلذته بمذاق نصرها عليه ، وصلت إلى المعرض حيث ساحه إبداعها ومحل تحويل مشاعرها إلى ألوان تخطف الأبصـار .

خلعت معطفها وعلقته .. أرتدت بالطو أبيض وجلست بهدوء فوق كـرسي عالي

 أحتضنت اللوحه بألوانها وزفت مشاعر النصر بألوان فاتحه إلى لوحتها ... أكثرت من اللونين الأزرق الدافـئ والأبيض الممزوج بالرمادي الفاتح حيث كانت تستعمل هذه الألوان عندما تشعر بالراحه   J ...
وضعت لون أزرق غامق مائل للسواد عندما رسمت الموجه الثائره التي كانت تحارب نقـاء قارب أبيض ممزوج بالرمادي ، لكنها هدأت حده الأزرق الغامق تحت نقـاء الأبيض ...
أنزلت ريشتها للحظات ....ثم عادت لترسم ظلا لشخصان يعانقان بعضهما البعض على متن القارب ..
تسللت زميلتها في المعرض (( أروى )) ووضعت يداها على عينا حنين وقالت ...
أروى : أحزري من أناااا J .!
حنين : ضحكت J ومن غيرك يا أروى  شريكي في مأوي هنا .
أروى :  أين كنت كل هذا الوقت ... أشتقت لكِ .
حنين : المعارك مع الحياه ياصديقتي لا تنتهي .


نظرت أروى بعمق إلى لوحه حنين قائله ...
أروى : تعتقدين أن الابيض الرمادي ( لون القارب) سيصمد أمام ظلام  الأزرق الغامق  ( لون الموجه الثائره ) ؟!!
حنين : لـست أدري ... لكـن حتى لو لم ينتصر أثق أنه سيجاهد بقوه فأما ان ينتصر أو يخفف حده ظلام الأزرق الداكن .
أروى : هذان الشخصان المحتضان لبعضهما ... لماذا لم تضفي عليهم ملامح ملونه لم جعلتيهم ظلال ؟؟!!
حنين : لأنني لا علم لي بمصيرهم  فأما أن تنصر الموجه الثائره فيندمجان وسط الظلام وأما أن يشرق صفاء القارب على ملامحهم .. هل تعتقدين لوحتي بها معاني عميقه ؟
أروى : أجل، لقد أعجبتني فكره أن الألوان الهادئه تبدو في تدرجاتها وكأنها تحارب متمسكه بأملها .. تعلمين اللوحه السابقه كانت رائعه لكنها كانت تحتوي أحباط لم ألحظه على لوحاتك قط وكأن ألوانها الدافئه كانت على وشك الانتحار تحت اقدام الألوان الداكنه .
أبتسمت حنين وشكرت أروى على أرائها الجريئه الصريحه .
قامت حنين بتجفيف لوحتها ووضعت لها أطار وعدلت القليل في منسوب تدفق الألوان بين اركانها وقررت أصحابها إلى المنزل .

قادت مسرعه إلى المنزل حتـى تعد له الغداء وصلت متأخره قليلا عما توقعته كانت تركض في انحاء المنزل لكي تنهي تنظيفه وأوقدت النار على الطعام حتى ينضج فيما كانت كادت تنتهـي من التنظيف ولم يكن عليها فعل شـئ سوى أنتظار نضج الطعام

أخذت حماماً سريعا دافئا وأرتدت ملابسها زينت شعرها وأسدلته كما يحبه على الكتف الأيسر وضعت أحمر شفاهها قليلاً من ملمع الخدود ولمسه خفيفه من الكحـل ونثرت العطر حول رقبتها J

أسرعت للمطبخ مره ثانيه لكي تتأكد من نضج الطعام فوجدته نضج أطفأت النار ... حضـرت المائده وأنتظرت قدومه حتى تقدم الطعام.
أسرعت إلى غرفتها وأخرجت علبه مغلفه بورق هدايا لامع لونه أزرق  من حقيبه يدها كانت خبئتها عن عيونه ووضعتهـا على طبق به بتلات زهور ذكيه الرائحه ثم وضعتها في منتصف السرير.

أسرعت إلى دولابها وأخرجت الشموع الفواحه وضعت الشموع في زوايا المنزل ثم نثرت بتلات الورود على هيئه مسار إلى غرفه نومهم



 ... ثم أكملت  المسـار إلى غرفه الطعام ..



أنزلت مفتاح الكهـرباء الخاص بالمنزل كله حتى لا يستطيع أن يوقد الأضواء ... ثم أشعلت الشموع .... أحكمت أغلاق النوافذ ورشت العطر في أرجـاء المنزل .

أسدلت الستائر الشيفونيه وجمعت الستائر الثقيله وأحكمت ربطها على كل من جانبي النافذه المواجهه لغرفه الطعام .... لم تكن تقلق من مراقبه الجيران J لأن أحمد عندما أختار زجاج المنزل أختاره كله من الزجاج الاسود الذي لايرى من بالخارج من على جانبه الآخر
انتظرته في غرفه الجلوس J حتى سمعت خطواته إلى الباب فركضت كالأطفال إلى غرفه المكتب تختبأ  J

حضر هو ... حـاول أن يضيء الأنوار لم تعمل ظن أن الكهرباء أنقطعت عن الشقه ... وضع حذاءه على جنب ثم تذكر أنها تغضب من عدم الترتيب فوضعه في مكانه صاح مناديا : حنين !! لقد جئت أين أنتـي ؟!
لاحظ أن الشموع مضـاءه وهناك مسار على شكل سهم إلى غرفه النوم ... داعب خيـاله أفكاراً شقيه .. قال مستغربـاً لنفـسه ! الآن !! أيمكن أن تكون تنتظرني في الغرفه !!
تفاجأ عندما دخل ووجد هديه مغلفه فبدل ثيابه وحملها واتبع المسار الى حيث غرفه الطعام وجدها تجلس على كرسيها تنتظره J أول ماوقعت عليه عيناه هي أبتسامتها ... ثم سلب أنفاسه ثيابها ورائحه عطرها المتناثره ... أعجبه كثيرا لون أحمر شفاهها تمنى أن يقلع برحله سريعه إليهما لكنه تروى محاولاً أن يستنتج مناسبه تلك المقدمات .. أبتسم قائلا :
أحمد : حـنين .. أعلم أنني أحمق وأنسى كثيراً من المناسبات لكن أرجوكِ لا تغضبي إذا نسيت حدثـا مهمـا اليوم .... ساعديني .. مالمناسبه التي توافق اليوم ؟!
أبتسمت حنين قـائله : لا شــــــــئ J
أحمد : لا شـئ؟!!!
حنين : أجل ليس هناك مناسبه لذلك J
أحمد : إذاً ، فيما كل هذا ؟!
حنين : مجرد تعبير J
أحمد : تعبير عن ماذا ؟!
حنين : عن عشقي لك ..ثم أنني لا أحتاج لمناسبه لأكشف لك عن عمق عشقي ... أحب مفاجأتك جدا يا حبيبي J
أحمد : لماذا يا حبيبتي J ؟!
حنين : تناول الطعام أولاً J ثم أخبرك .
تناولا الطعام بينما كانت هناك نظرات منعكسه تتبعها ابتسامات ساكنه J
أحمد : الآن .. أخبريني ؟! لماذا تحبين مفاجأتي .
حنين  : من حين لآخر ... أشتاق لتلك البسمه الطفوليه على شفتاك التي تنبض عندما تفاجأ بأحداث ساره J
جميله كالأطفال تلمع عيناك كثيرا وتبرق ابتسامتك حينها J
أحمد : أحب مفاجأتك لكـن المفاجآت عند كل الناس تظهر عندما تلامس خيوط الليل أوقاتهم !
حنين : لـ نقل أنني أنثى أستثنائيه J
لا أريد أن أربط عشقي بك بمناسبات .. ولا بأوقات .. ولا أريد لعشقى سوى أن يرتبط بروحك .. وأدفئه في صميم قلبي
أحمد مازحها قائلاً : الحمد لله أن وهبني أنثى مميزه ... هل تعتقدين أن علي أن اخرج زكاه كل عام عليها ؟!
حنين : ضحكت ..... الزكاه تكون على الممتلكات فقط !
أحمد : أجـل ، وأنا أمتلكك ... J
حنين : لا أحب لهجه كلمه الأمتلاك J
أحمد : دعيني أستوضح أمراً .. من يملك قلبك ؟
حنين : دعني أفكر ... أممممم ... الله ... الانبياء .. جدتي .. والدتي .. والدي ...أخوتي .. انت .. طفلتنا .. اصدقائي J
أحمد : أستنتج من أجاباتك أنني أمتلك قلبك ، أليس كذلك ؟
حنين : أجل ، لكن هناك من يشاركونك به J
أحمد : ربمـا ... لكن لي مكاني الخاص بداخله ... ربما أكمن بين نبضاتك حيث لا منافسون في حبك لي J
حنين : أحسنت القول ، لكنك لست تمتلك مجرد مكان في قلبي ... أنت تمتلك كيـــان قــــلبـ ــي J ... الآن أحمد أفتح هديتي لكJ
فتح أحمد الهديه المغلفه فوجدها علاقه مفاتيح من الفضه نقش عليها

" أحمد حنين
   للأبد "

أعجبته كثيراً..... ففاجئها برحله سريعه تضمنت قبله هادئه لشفتيها.
منحـته هي قيلوله دافئه متوسداً ذراعيها .. ومنحها هو قلب محب وأذان صاغيه لثرثرتها التي لا تخبئها سوى له  فتحققت معادله أكتمال سر حبهما 


( أستماع X  أحتواء ) + (حبX عطاء ) = زواج ناجح


ومعنى زواج ناجح ليس ما يخلو من المشاكل ولكن روابطه تتسم بالعمق مما يعطيه القوه في الدفاع عن العلاقه في ظل مواجهه متغيرات الحياه وشدائدها .
رحـلت الذكرى عن قلبها في ذلك اليوم ولعلها حققت أولى انتصاراتها على ذكرى لم يعد قلبها يحتاج إليها ..

تتبع ...