صراع بين الحب والذكرى 13





صباح جديد ويوم آخر يمر دونكـ 
غيابك بدأ يفقدني صوابي 
والقلب لم يعد يحتمل الكتمان
أريد أن اتخلـى عن قوتي وألجأ إلى أحضانك متى أراك !
جدائلي السوداء بدأت تجف دون لمساتك !
وجسدي يبدو أنه على وشكـ الذبول لأنه يفتقد أن ترويه بحنانك
دائما ما تكون الروح والجسد مختلفتان على بعض الأمور
إلا من دونك
أتفقتا أنهما يكادا ينتحران شوقا إليكـ وإليك وحدك دون غيرك
ورغم وجود الآخرين لا زلت أشعر بالوحده التي تؤلم قلبي كـ إبتلاع الشوك
كل ما أحتاجه هو أنت !
لمساتك .. روحكـ مشاكساتك .. أحتاجك كطفـله أعتادت أن تحب بائع الأيس كريم !
الطفله تدمن الأيس كريم
وأنا أدمنكـ ... فمتـى ينتهي الغياب !



مجرد سطور مما كتبته حنين في دفتر يومياتها  شوقـاً لـ أحمد ..
أرادت أن ترسلها له إلكترونيا 
لكن غرورها منعها ! أرادت أن تبقى صامده 
فاليوم آخر يوم على الغياب 
وغداً يتوسد ذراعيها !
الأنتظار ممل .. قاتل حتى لو كان لوهله قصيره ! الحاجه للقلوب لـيست تشبه الحاجه للماء !
يمكنكـ الأنتظار لـفتره عند حاجتك للماء ! لكن حاجتك للقلوب تفضحك! عندما تحاول أن تبني أبتسامه على أنقاض حنين وشوق عظيم !
ذهبت على عجل إلى لوحاتها  .. تحاول أن تشتت فكرها عنه
فشوقها لـه لم يعد يُحتمل .
نظاره قاتمه .. وملابس قاتمه ! هكذا كان مظهرها ! وكأن غيابه سرق ألوان حياتها !
تمسك بلوحه وتستسلم بشغف للورق الأبيض وتستسلم للألوان 
لكنها هذه المره أرادت أن تضلله إلى فكرها 
فبدأت ترسم على الشاطـئ !
وكلما سرحت فيه تلابست ملامحه مع البحر !
تردد لنفسها في صبـر  " كل شئ يشتاقه "
لا تستطيع أن تكلمه اليوم على هاتفه ! عمله كثير ولا تريد أن يتأخر  عن الوصول !

هاتفها ... يرن !
تضع ريشتها أرضا وترد بلهفه دون حتى أن ترى من يتصل !
حنين : ألوو !
المتصل : مرحبـاً 
حنين : من يتكلم
المتصل : خالد ... أرجوكي أرجوكي لا تغلقي الهاتف !

اكره ذالك الشعور الذي تشعرين به تجاهي !
أريد أن أُكفر عن خطئ .. فرصه أخيره !
أعدك ألا أخذلك

حنين : لـ كم من الزمن ستستمر حماقتك تلك!
أنا أصبحت زوجه بالأضافه أنني لا أحمل لكـ ضغينه 
أنت تعلم لا يمكنك أن تكره حشره لسعتك ! لأنها أحقر من أن تشغل فكرك بها !
لماذا لا ترقد أنت وحبك البائد في قبرك المرصع بالكذب بعيداً عني
خالد : أريد أن اكون أي شئ بحياتك .! صديق زميل .. أيما كان !
أنا احتاجكـ .. أشعر بالأرهاق ! اريد أن أشكو لك مابداخلي
حنين : أنا لم أعد لعبتك التي ترميها في وسط أغراضك المهمله وما إن تشعر بالوحده تنفض عنها التراب ! كفـى نحن أنتهينا ! القصه الحمقاء أنتهت ! دعني وشأني
خالد : ظننت أنكـِ  ستكونين الدفئ الذي يحميني من عصف الألم حتى وإن أنتهينا ! ألا تخلصين لحب قديم !
حنين : عن أي حب ! آآآه عن حب كانت نهايته أنثى حمقاء وحيده قلبها أعتاد تعلقه بكـ فركضت خلفت باكيه ترجوك أن تبقى لكنك عزمت الرحيل !
 وأنا معكـ .. كـنت أعتقد أن الحب مصـير لكنكـ أثبت لـي أنه نهايه ! ونهايه مؤلمه! لكنها نهايه وضعتني على طريق السليم ! لذا فـ فكري تخلص منك !

.......................
أغلقت الهاتف ..
بركان غيظه يفور ! لا يتخيل أن يدعها لـ ذكر غيره !
أمتلاكاً فعليا أو أمتلاكاً عاطفيا .. المهم أن يمتلكها هو !
الغيره تنحره ببطء ! 
هي على الجانب الآخر تحتقر نفسها وتتألم ! كانت تظن أن الألم قد انتهى بعدما فازت بقلب من أحبها بصدق !
 تكمل رسمتها ولكن الريشه اخذت منعطفاً من الألم واليأس والشوق في آن واحد .. 

تتسآل في نفسها لماذا لم يتصل أحمد !!
الشوق يجلدها ها هنا هل أصبح لا يشتاقها .
حالتها رثه ... كمدمن خمر منعوا عنه لذه الشراب !
لوحتها أنتهت .. لاتعلم معالمها كل شئ أصبح بين أصابع الخفاء
كما هي حياتها ! لا تدري معالمها .. إنما يفاجئها القدر كل يوم
.. متعبه ... وأجهدها التفكير قررت أن تذهب 
لا تريد أن تذهب للمنزل ! ستكتشف الأم ضيقها . 
أستودعت لوحتها عند أحد بائعي الحلوى 
رجـل مسن ، أبتسم لها عندما أستأذنت منه أن تضعها عنده 
سألها بتلقائيه  
الرجل المسن : ماذا تفعلين هنا في هذا البرد ياأبنتي
لماذا لاتعودين إلى البيت ، مؤكد أنه ينتظرك
حنين : من ذا الذي ينتظرني ياعمي ؟!!
الرجل المسن : عيناكِ مملؤتان بالحزن ودموعك الجافه تٌلمح أن سببها رجل ! وبما أنك ترتدين خاتم الزواج ! أستنتجت أنه زوجك !
( تمسح عيناها وتبتسم ) حنين : مجرد رياح تلاعبت بعيناي ، لاشئ مهم  أنا بخير أشكرك على احتفاظك بلوحتي لن اتأخر
... لم تنتظر حتى أن يرد على شكرا الرجل المسن . حاولت الابتعاد عن الأعين  ...
خلعت حذائها لتلامس اصابعها الرمال 
تضع يداها في جيبها ... الرياح ... وأخير عذر لتبكي
إن سألني أحداً سأقول الرياح أدمعتني ( همست بذلك لنفسها )
تبكي ... وتبكي وكأن القلب مصلوب بين جدران الوحده والكتمان والذكرى والشوق كلاهما يتواليان على جلده  .
البحر .. الأمواج .. زبد البحر 
تمشي نحوه 
تبلل قدماها 
تتذكر أولى ليالي زواجها عندما طار وشاحها نحو الموج فركض خلفه .. وهي تستعجب وتلوح له دعه يذهب لا مشكله 
فجاء إليها يلهث مبلل بالماء قائلاً 
" أن تركت شـيء منكـ يذهب فـ سيأتي يوماً أتخلى عن كل الأجزاء وأنا أريد أن اتمسك بكـ حتى نهايتي "
ثم طبع قبله على وشاحها وربطه حول عنقها 

تبتسم بعد أن تذكـرت ، تستعيد  أحساس قلبها بالخفقان ذلك اليوم وتلك القشعريره التي مرت بأطرافها بعدما ربط لها الوشاح .
تقترب من البحر أكثر وتجلس على أحد كفوف الشاطئ  تصنع حفره تملئها بالماء كالأطفال ثم تأخذ غرفه بيديها 
تشمه ... تعيدها الذكرى إلى حيث أيامهما الأولى سويا هي وأحمد 
عندما أخبرها بأنه يحب رائحه البحر وأنها تشعره بالراحه .
وبينما يتساقط الماء من بين أصابعها تأخذ غرفه أخرى .. رائحته 
تذكرها به .. وكأن كل شئ قرر أن يكون هو وهو غائب .
تستند إلى الرمال وتقوم .. تكمل سيرها 
تلاحظ حبيبان يجلسان على أحد الصخور 
الحبيب يحتضن حبيبته ... والحبيبه تمسك بأطراف ثوبها المتطاير بخجل بينما يبتسم في سخريه مغلفه بالحب

تشيح بنظرها بعيداً موقفا جميل لـ أي شخص إلا هي !
فهناك على أحدى تلك الصخور ! تبنى قلبها أكذوبه خالد التي ألبسها رداء الحب ...
وعلى أحدى تلك الصخور تساقط دمعها مقتولاً بأفعاله الجارحه 
نظرت مجددا للصخور 
ربما تلك الصخره التي جرح يدي بعلاقه مفاتيحه عمداً وهو يشاكسني 

تبعد نظرها ثانيه 
ثم تعيد النظر 
تلك الصخره أتذكرها ... هنا وقع قرطي الذي اهداني وهو يتعمد مفاجئتي 
تتنهد يااااااااااااه قبيحه هي الليالي التي ظننت أن حبه لي سيكون أبدياً

مؤلماً مامنحته له من العشق الذي لا استطيع استعادته الآن لـ أهبه من يستحقه !

قاتلاً ذاك الشعور الذي أتيقن فيه أنه ما أحبني سوى حب الملكيه !
وتلك الاقترابات لم تكن من اجل انه يعشقني بل لأنه يريد ذلك
وتلك الابتعادات لم تكن قط مشاكسات ولكن كانت ملل مني !

تتعثر بأحدى الصدفات فتسقط على ركبيتيها لم يصبها مكروه 
لكن يداها جرحت ! في نفس مكان الجرح الذي تركته علاقه مفاتيح خالد !
وكأن القدر يعاقبها على التذكر ... على الأسترجاع . 
تنظر بهاتفها الساعه امست الثالثه عصراً .. هناك مكالمات لم تسمعها !! مكالمات لم يرد عليها أحد !
يساورها الملل تخشى أن تقلب في هاتفها فلا تجد سوى مكالمات عاديه دون أن تجد مكالمه له لـ يسأل عنها ! تضع الهاتف في جيبها ثانيه ..
تذهب إلى بائع الحلوى لتأخذ لوحتها .. 
يلاحظ الجرح الذي في يديها 
يعطيها منديلا مبللاً بالماء لتمسح الدم عن الذي تخلل بين اصابعها 
تشكره تعطيه ثمن علبه المناديل وتودعه .. تذهب .

توقف أحد سيارات الأجره ... حتى تقلها إلى المنزل ! 
يرن هاتفها وهي في الطريق 
تخرجه ... ! رقم غير مسجل .. تخشى أن يكون خالد .. لاترد .

تتابع رنات الهاتف دون أن تجيب .. أستسلمت وردت في حذر 
حنين : ألووو ؟
أحمد : ألووو ، أين أنتِ ياحنين أنا اتصل للمره الخامسه لماذا لا تردين !
حنين : أحـــــــــــمد ! هذا ليس رقم هاتفك ؟!! 
ماذا حدث هل أنت بخير !!
أحمد : أنا بخير لقد فرغت بطاريه الهاتف لا أكثر أتصل من هاتف حسام  أين أنتِ أتصلت بالمنزل ولم تكوني هناك ! أليس هذا يوم أجازتك الأسبوعيه !! 
حنين :  لماذا هذه اللهجه !! هل ذاك أحد تحقيقات الشرطه !
انا لست في المنزل خرجت لأتمشى قليلا هل أعاقب على فعلتي أم ماذا !
أحمد : ماذا بكِ أنا لم أقل شيئا ... لقد قلقت عليك ! 
أنا في الطريق الآن سآخذ ساعه او ساعتين للوصول إليك .
حنين : أنا في طريقي للمنزل ، وداعاً .
أستغرب أحمد رده فعلها ! بعدما أغلق الهاتف 
حسام : ماذا بك أيها العاشق ( ساخراً) ؟
أحمد : لا شـئ .. أنظر أمامك وأنت تقود .
حسام : لقد تحولت ملامح وجهك ؟ هل هناك خطباً ما ؟؟
أحمد : لا أدري .. أظن أن هناك شيئا حدث .
حسام : شئ مثل ماذا ؟؟ 
أحمد : وكيف لي أن اعرف !! اتمنى ألا يكون شيئا عظيما فأنا في غايه الأرهاق اليوم 
حسام : لا تفكر في الامر !
أه أفتح هذا الدرج وضع لنا ( سي دي ) في مشغل الأغاني 
أحمد : حسنا .
يختار أحد الأسطوانات يضعها في مشغل الأغاني .
تبدأ أحد الأغاني 
حسام : مرر هذه الاغنيه 
أحمد : دعها .. دعها أحب هذه الاغنيه ( حنين تحب هذه الأغنيه هامساً لنفسه ) .

....

تعود هي إلى المنزل ترتب غرفتها تجمع أغراضها ،  تأخذ حماماُ دافئا ويجبرها جسدها على النوم ..
فتغفو ....

( بعد مرور ثلاث ساعات )
تستيقظ .. تتفحص ساعتها .. مرت ثلاثه ساعات !
ليس هناك مكالمات لم يرد عليها أحد ! 
تفزع من فراشها تركض لأمها 
حنين : أمي هلى أتصل أحمد وأنا نائمه ؟
الأم : لا !! مالأمر !
حنين : لقد قال أنه سيأتي بعد ساعتين لقدر مرت ثلاث ساعات ولم يصل ! هاتفه مغلق ! أتصلت بهاتف صديقه لم يرد .
الأم : أهدئـي .. أهدئي لـربما لم يسمعه أتصلي ثانيه ..
حنين تتصل في فزع الخوف يركض إلى قلبها من كل أتجاه !
لا يرد ! 
تبكي أمــــــــي !! لا يرد ماذا أفعل ! ماذا حدث له ! ياإلهي أتمنى أن يكون بخير 
الأم : لات تبدأي البكاء كالأطفال أنه بخير أعطيني الهاتف سأتصل أنا .
بعد محاولات عده يرد صديقه !
حسام : ألو 
الأم : السلام عليكم ، بني هل أنت صديق أحمد ؟
حسام : أجل ، هل هناك خطب ؟
الأم : هل هو بجانبك ؟؟ من فضلك زوجته تريد أن تكلمه .
حسام : لا ياأمي أنا في منزلي لقدر رحل منذ قليل قال أنه سيشتري شيئاً ويحضر إليكم .
الأم : حسناً ، ياولدي أعتذر عن أزعاجك ، لكن هاتفه مغلق ولا نستيطع الوصول إليه لذلك نحن قلقى .
حسام : لا عليكِ أرجو أن تخبرونني عندما يحضر .

جرس الباب يدق ... تركض حنين مسرعه نحوه !!
تفتح ... رجل غريب !!! 
هل أنتِ  حنين إسماعيل سيدتي ؟
حنين ترد في قلق : أجل أنا ؟!! ماذا هناك !! 
هذه الورود لكِ 
يهم الرجل بالرحيل لكن حنين تستوقفه 
عذراً .. متى أشترى صاحب الورد منكم الورود ؟؟
يرد الرجل : منذ ساعه أعتقد .
حنين : أه حسنا .... أشكرك :(
تغلق الباب ! 
تركض نحوها لقد اشترى الورد بعدما ودع حسام لكن أين هو الآن 
أنا قلقه جدا أمي 
الأم : بإذن اه ل سيأتيك سالماً لا تقدري البلاء تفائلي خير .
( بعد نصف ساعه من العذاب النفسي الذي يساور حنين )

الباب يدق بعنف !
حنين تنظر للباب بفزع ساقيها لا تقويان على حملها الأم في المطبخ تنادي أفتحي ياحنين 
تفتح بعد أن قامت بصعوبه من مكانها !! فالطرقات تدل على وقوع كارثه .

أنه أحمد وبـ يده علبه من الجاتووه 
_________ أحمد أيها ال .......... لا تكمل تعنيفه وترتمي في أحضانه وهي تبكي .

أنتظري أنتظري أضع الجاتووه ثم أحتضن وإلا سيطبح كالعجين !

تبتسم على مزحته  تعاود احتضانه بعدما وضع ما بيده !
يحتضنها وهي يغلق الباب .
الأم تأتي من المطبخ ! ثائله لقد كادت أن تنهار بسببك أيها السيد 
يبتسم : أرى ... أرى أنها تبكي كالرضع الآن هههههههههههه
حنين : تبتعد وهي تشاكسه .. أيها الاحمق لقد كدت أموت قلقاً عليك 
أنت لا تستحق قلقي أصلا ( تخرج لسانها لأغاظته )
أحمد : كاذبه بارعه ... ( أرى القلق في عنيكِ أصلاً ) ويبتسم أبتسامه غرور .
يدخل الأب ... 
الام : ها قد جاء أبوكِ حنين ، أيقظي أخاكي وسأحضر الشاي لـ نأكل الجاتوه .
تبتسم حنين ... حسناً أمي 
يسلم الأب على أحمد ... تتركه لوهله مع والدها 
ثم تعود لتسحبه من يداه ... قم ! قم !
أحمد : ماذا تريدين  !
حنين : تعال لـ تساعدني في أيقاظ هذا المشاغب  
أحمد : يضحك حسناً حسناً  أتريدين أن نقوم بمزحه فيه ؟ أحضري دورق الماء هههههههههههههه 
حنين : ماذا سنفعل  !!
أحمد : سنسكب عليه بعض الماء وأنتِ اصرخي قائله المدينه تغرق في فيضان  أتفقنا ؟
حنين : هههههههههههههه أجل أتفقنا .

ينفذان مزحتهما يقوم الأخ مفزوعا وهو يركض   نحو باب الشقه 
يسقط الجميع من الضحك   
تضحك حنين بينما أخاها يزيل أثار الرعب من على وجهه 
تبتسم لأحمد تهمس له :) لقد أشتقت لحماقاتك  


.... يتبع