صراع بين الحب والذكرى 9


X_1ebbb1fe_large


أستيقظت متأخره فلم تجده بجانبها ، شعرت بأنه رحل منذ أن أستيقظ لعلها شعرت بأفتقاد الدفء الذي يمنحه وجوده ليس فقط الدفء الجسدي بل 
المعنوي أيضاً .

بمجرد أن فتحت عينيها انسابت أصابعها على هاتفها الخلوي لتتصل به ، شوقها له لم تكن تستوعبه مشاعرها مجرد حنين صاخب بداخلها يدفعها دائما نحوه .

كان صوتها ممزوج بالنوم حتى بعدما أستيقظت ، تكلمت في هدوء

حنين : ألوو .... صباح الخير حبيبي

أحمد : صباح الخير ياصاحبه جنتي J أحسدك على الأستيقاظ متأخره هكذا .

حنين : آسفة ... حياتي لم اوقظك اليوم ... اشتقت لك .

أحمد : أشتقت لكِ أيضاً يا ملاكي J حنين  ... لقد نسيت أوراقاً مهمه على 

المكتب هل لكِ أن تتأكدي من وجودها حبيبتي ؟

حنين : أجل حبيبي لحظه واحده

أزاحت الغطاء ارتدت خفاها وتوجهت للمكتب حيث وجدت ملفاً أزرقا فتحته لتراه هل هي الأوراق التي يحتاجها ثم تكلمت باستغراب

حنين : أحمد هذه الأوراق طلباً للأقتراض ( سلفه) من الشركه التي تعمل بها .... هل تخصك تلك الأوراق ؟؟

أحمد : أجاب متلعثماً .. أ .. أجل لم أكن أريدك أن تفتحتي الملف أيتها  الفضوليه .

حنين : لماذا ستقترض ؟؟ مازال هناك بعض المال إلى أن ينتهي الشهر  !

أحمد : حنين .. الطبيب قال أن ولادتك قريبه لم نشتري المهد حتى الآن ولا ملابس الطفله ولم نستطع أن ندخر ولو القليل من المال في الأشهر الماضيه .. كان يجب أن اكون أكثر وعيا فأقترض المال منذ مده .. هل لكي أن تعطيهم للبواب وأنا سوف آتي لآخذهم ؟

حنين : أنتظر لا نحتاج للأقتراض ، يمكنني أن أطلب من والدتي بعض المال للأشياء الهامه  استطيع الاستغناء عن بعض الأشياء لكن لا تقترض .

أحمد : لا أريد الاقتراض من والدينا .. لا أريد أن يعلم أحد عن ماديتنا حتى لو كانوا والدينا .. ولا أريد أن أكون زوج مستهتر أمام والدتك .. لا لن نقترض منها .

حنين : حبيبي لطالما كنت زوجا رائعا أنها مجرد ظروف عارضه وستنتهي لا تعطي الموضوع أكثر من حجمه .

أحمد : بنبره غاضبه ... لا حنين أخبرتك قراري .. لن أقترض من العائله حسناً لا أريد مناقشه في ذلك

حنين : حسنا.. حسنا آسفة هدئ  من روعك .... انتظر لدي فكره أفضل ... سأبيع قرطاً لا أرتديه أنه ثقيل جدا على أذناي ولا أحتاجه .. ما رأيك ؟

أحمد : لا أهديكي الأشياء لكي أخذها منك مره أخرى لا أريد أن تتنازلي عن اشيائك من أجلي ، أنا أعلم أنك تحبين ذلك القرط التي أهدته أحدى قريباتك  عن تخرجك من الجامعه .. لابد أنه يعني الكثير لك ولن أسرق ذكرياتك معه .

تعلم حنين أن تلك كذبه اخرى من كذباتها عليه لم تهديها ذلك القرط أحدى قريباتها كما اخبرته بل كان حبيبها السابق هو من أهداها له
كانت تتوق للخلاص منه ولانها اخبرته منذ زمن انه هديه من قريبتها كان التخلص منه سيثير شكوكه ، لكن الآن أتاحت لها الفرصه التخلص منه .

حنين : أنا مصره أحمد أعلم أنك ستعوضني كما تعوضني دائما دون  أن أفتقد شيئا معك .. سأبيعه اليوم قبل أن تعود إلى المنزل وننزل للتسوق وشراء ماتحتاجه الطفله ليلاً J حسنا  ؟؟

كانت تدعو سراً أن يوافق على طلبها فماكانت تحتمل رؤيه ذلك القرط  بين أشيائها .
أحمد : حسنا .. أسف حبيبتي أعدك أن اعوضك عنه J أشعر بالسوء لكن هذا 
هو الحل الوحيد .

شعرت وكأنها ازاحت حملاً ثقيلا من على كاهلها وكأنها فجرت أحدى زكرياتها ونتثرتها امام امواج البحر كي لا تلتقيها ثانيه

حنين  : لا مشكله حبيبي أغلى كثيرا من قرطاي J عد سريعا أشتقت لك .
أحمد : حسناً ... سأعود سريعا J آه بالمناسبه أحب صوتك مغنجا بالنوم هكذا 
J يحفزني لأحتضانك J طبع قبله على الهاتف سمعتها هي ... أبتسمت حتى بدت نواجزها

حنين : حسنا أيها الشقي J أراك لاحقاً.


رتبت البيت سريعا وحضرت غداءه ورغم أنها حاولت الاسراع بقدر ماامكنها إلا أن ذلك أستغرق منها نحو الساعتين ... هرولت إلى غرفتها أخرجت علبه مجوهراتها  وفتحتها أخرجت القرطان
لم تكن تصدق أخيراً اتيحت لها فرصه التخلص منهما اخذت نفساً عميقا قالت وهي تكلم نفسها اليوم سأتخلى عنكما دون وداع ..
ارتدت ملابسها وهمت بالخروج من المنزل .. أوصدت باب بيتها أوقفت سياره أجره وأخبرته وجهتها .... فأنطلق .. كانت توشك على الوصول إلى حيث الصائغ عندما رن هاتفها الخلوي .. أجابت

حنين : ألوو ...

أحمد : ألوو ، حنين أين أنتي ؟ هل خرجت من المنزل؟

حنين : أجل أنا في الطريق إلى الصائغ حبيبي ... هل أحضر لك شيئا ؟ تحتاج شيئا أم ماذا ؟

أحمد : لا لا أنا .... كان يستجمع انفاسه بصعوبه من الفرحه .. لن تصدقي ماحدث المشروع الذي كنت اسهر عليه الشهور الماضيه  لقد أعجب صاحب الشركه .. و .. و ... عذرا الفرحه تعيق كلماتي حبيبتي ... و لقد أعطاني مكافأه عليه هل تصدقين ذلك !!... المكافأه جيده جدا وسوف أتمكن من شراء المهد .. حبيبتي هل لازالت هنا؟

حنين : أها أجل أنا هنا حبيبي انا سعيده جدا حسنا سأعود إلى المنزل إذا J
أحمد : لكن هناك شيئا حبيبتي .

حنين : كانت تكلم السائق حسنا سيدي هل تعيدني مره أخرى عذرا سأضيف ذلك إلى حسابك ... ماذا هناك ياأحمد ؟

أحمد : قد أتغيب لمده شهر  فقط لمتابعه بعض خطوات التنفيذ لقد أصر مديري على ذلك ، قال أنه ربما يزيد راتبي سيساعدنا ذلك كثيرا ... أعلم انني كان يجب أن اطلعك على الأمر أولاً لكني تحفزت كثيرا .

حنين : لكن طفلتنا ستأتي قريباً ماذا إن أتت الطفله وأنت غائب L

أحمد : أنا أسف كان يجب علي ذلك هل اعتذر له ؟ لكن اعتقد أنها ستكون فرصه جيده  في عملي حنين L

حنين : حسناً حسنا لقد وصلت إلى المنزل عندما تأتي سنكمل حديثنا عندما تعود ... وداعا

أعطت السائق ماله وشكرته عادت إلى المنزل بخطوات مثقله
وصلت إلى منزلها وهي تشعر برغبه قويه في البكاء ، أرتمت على سريرها وتدفقت الدموع منها كالأنهار أرادت أن تتخلص من القرطان بشده خاطبتهما بجنون لما لا أستطيع أن اتخلص مما يؤلمني  لما لا أستطيع ياقلبي أجب أعلي أن أحتفظ بمن أهدروا كرامتك !! إلى متى ستبقى متذكرا تلك الخطايا !!! كانت تبكي وتشهق .... أحمد أيضاً وعدني ولن يفـي بوعده أيجب عليهم أن ينكثوا عهودهم سحقاً للرجال ! أخبرته ... أخبرته أنني أحتاج وجوده معي وهاهو سيرحل من أجل العمل ماذا إذا مت ألا أستحق كلمه وداع ألا أستحق أن يكون بجانبي ... لماذا يعدون حينما يوقنون أنهم لن يفوا بعهودهم !!
لماذا الحاجه لهم تقابلها الاستغناء عننا ! هل الخطأ في هل الخطأ بك أيها القلب الأحمق !! أكرهـــــــــــــــــك وأكره الذكريات العالقه بجدارك أكرهـــــــــــــك حينما تكون أحبال عشقك بأيديهم ثم يخنقوك بضعفك ...
أنساب كحل عينها ليرسم مسار الدمع على وجنتيها وأمتزجت دموعها بأحمر شفاهها وتوردت عيناها من الدموع ، لم تشعر بالنوم وهو يتسلل إلى عينيها ليغلقهما رغماً عنها ولتغفو على ذكرى ودموع أحتياج !

حضر هو ... (أحمد ) نادى عليها لم تجبه دخل الغرفه وجدها نائمه وشعرها يغطي ملامحها ... لاحظ أنها لم تبدل ملابسها تعجب ...
نادى عليها لكنها لم تستيقظ همس بأذنيها وهو يزيح خصلات شعرها من على ملامحها حنين حبيبتي أستيقظي ... تفاجأ بالكحل الجاف على خديها  علم أنها كانت تبكي وعدم أستيقاظها أثار قلقه

كان ينادي كالمجنون
 حــــنين أستيقظي .... فتحت عيناها المثقله بما تبقى من الدموع قائله هل حضرت ... حاولت ان تخفي دموعا أستقرت بجفونها أخبرته أنها ستسخن الغداء إلى أن يبدل ملابسه
لم يدعها وشأنها سألها ... أكنت تبكين !

قالت له : أن يدعها وشأنها ... أشارت أنها لا تريد التحدث في الأمر
لم يتركها ... لم يستسلم أمام رغبتها الملحه في الصمت ... سألها لماذا كنت تبكين ! أنا أفعل ذلك من أجلنا ... من أجل طفلتنا .. ثم أنني لن أتأخر !! تحدثي معي مالمعضله في هذا الأمر ..

لم تتخلى عن رغبتها في الصمت وأمام ألحاحه عليها نزعت يده الممسكه بذراعها وصرخت بوجه
تريد أن تعلم ما الأفضل من أجلنا !! ها !! تريد أن تعلم !!
الأفضل لنا أن يفي كل منا بوعوده للآخر لا أن يخذله !! ها !!
الأفضل لنا أن تأتي الطفله ونحن معاً لا أن تأتي كالأيتام ولا تجد أباها بجانبها ..
أنت تعلم ماذا ! أنت خذلتني !
تريدني ألا أصمت ! ها ! تريدني أن أتكلم !! حسناً سيدي أعتذر لك عن أحتياجي لك !! أتعلم ماذا !! أنا المخطئه في أنك لن تفي بوعدك أن  تكون بجانبي في لحظات خوفي لحظات وصول طفلتك ها ! أنا المخطئه ! أنه ذنبي أنك لا تستطيع أن تفي بعهدك !! ها !
أنت تقول دائما أنني لا أحبك كما تحبني ماذا ترى الآن وأنت تخذلني فاحتياجي لك ياسيدي ها ! ماذا ترى لا أحبك !! أليس كذلك !!
أراد أن يأخذها بين ذراعيه ليهدئها ... لتصمت عن البكاء لعل كلماته تريحها من ألم احتياجها غير المتوقع له
لكنها أبت !
رفضت !
لم تنصاع لرغبته في أحتضانها
صاحت وهي تبكي لا تلمسني !! لا أريدها !! لا أريد لمساتك !
لا أريد أن تعدني مره أخرى وتخلف وعدك ! لا أريد أن تنكسر صورتك المثاليه بعيني .. أنا بخير فقط دعني وشأني !!
يااااااه كم أكره تلك الحاجه التي تضعني موقف ضعف أمامك
أصر على رغبته في أحتضانها وسرقها لحظه انشغالها بكفكفه دموعها المنهمره لتتوسد مابين نحره وذراعه أرادت أن تصارع رغبتها في حنانه في أحضانه في دفئه
لكنها أنكسرت أمام ألحاحه وتمسكه بها بقوه
أنكسرت أمام حاجتها له رغم غضبها منه
وكأنه الخمر الذي يذهب وعيها .... الحضن الذي يخمد ثورتها ويسرق أنوثتها .. أمومتها إلى حيث هو  ، وهو فقط !
لعلها تتذكر مامضى من تجربتها مع خالد
لكنها مشاعر الحنين .. الحب .. الشوق .. الاحتياج لا تباغتها إلا في مساحه حبها لأحمد ...
جلس أحمد ببطء على السرير وهو لايزال ممسكا بجسدها بقوه
كان يهدئها وكأنه يهدئ طفله ثائره نزعوا منها لعبه تحبها كثيراً
شششششششش آآسف كانت تلك هي كلماته التي يحاول  من خلالها الاستنجاد بالهدوء لقلبها ولمشاعرها  ، كان يحرك كفه على ذراعها ذهابا وأيابا لعله يمنحها الدفء والهدوء .
عندما هدأت أعتذرت له .... أخبرته أنه تحبه كثيرا .... لا تستوعب فكره فراقه عنها ولو كان لعمل ! وكان يستمع لها ويعلم أنها تخبره الحقيقه من اتساع حدقه عينها التي كان يعلم منها أنها لا تكذب !!
أجل ... كان يعلم عندما تكذب عليه يرى ذلك بأم عينيه ... هي لا تعلم أنه يعلم عندما تسدل عليه ستار كذبها ... ولا تعلم أنه يمرر كل كذباتها لأنه يعشقها ... كل منهما كان يخبئ شئ ما
هي كانت تخبئ ماضيها .... وهو كان يخبئ ألمه لأنه يعلم أنها تكذب أحيانا ..... لكن الصدق تمحور في مشاعرهما نحو احدهما للآخر
في ذلك اليوم أنب نفسه على عزمه النكوث بعهد أهداه لها ...
وأتصل كثيرا برئيسه ليعتذر عن الرحله التي كانت ستسغرق أسبوعاً دون وجودها معه ... لكن رئيسه لم يقبل بالرفض أجابه منه
أخبره أنه يجب أن يحضر ولو لثلاثه أيام فقط ...
أخبرها ... بما جرى ... أخبرته أن الشوق الذي سيحرق قلبها ثلاثه أيام أهون بكثير من ذلك الذي كان سيفجر فؤادها بـ شهر من الرحيل .... كان يومـاً مليئا بالدموع ... التوترات ... الغضب
لكنه أرخى الستار عن قصه عشق واحتياج لم يكونا يعلمان مداها قبل خبر تلك الرحله ... أصبحا يعلمان بعمق كم يحتاجا إلى بعضهما البعض ... وأن الواحد منهما دون الآخر يمثل نقصا كبيراً في شخصيه كل منهما ... لربما عاشت هي صراعاً بين الحب والذكرى
لكنه عاش صراعاً أعظم منها بين احساسه بكذباتها وقيده بسلاسل عشقها ..


.... تتبع