صراع بين الحب والذكرى 25-1







تستيقظ مبكراً لـ كي تحضر فطوره 

تنهي كل شئ مبكراً 

تصلح ذر قميصه ثم تكويه وتعلقه على أحدى العلّاقات 

يستيقظ على صوت المنبه يفتح غرفه الطفله بهدوء 

يبحث بنظره عنها على الأريكه ~ لكن لايجدها 

يخرج إلى الصالون  يجدها جالسه على أحد الكراسي 

تتناول قهوتها في صمت 

يبتسم في محاوله للصلح 

صباح الخير ياحبيبتي 

ترد بـ برود 

صباح الخير اصلحت قميصك وكويته 

ستجده بالقرب من الدولاب 

يجب علي أن أذهب اليوم إلى المعرض مبكراً 

سـ أذهب بـ نغم إلى ماما ثم أعود على الغداء

لا تنتظرني

متى أنهيت عملك أذهب هناك 

لايهم سـ أتي إلى المعرض ريثما أنتهي من العمل لـ نذهب سويا 

أبتسمت في عدم أكتراث 

لا لا أذهب لا أريد أن تتأخر لا تنتظرني  

أبتسم في يأس 

حسنا ياحنين كما تريدين 

أرتدى ملابسه سريعا بعد الفطور قبل طفلته النائمه 

قبل زوجته الغاضبه في رأسه 

لكنها تعاملت معه ببرود وكأنها لا تبالي 

وذهب إلى عمله

أخذت حماماً دافئا بعدما أنجزت بعض اعمالها المنزليه لـ تهدئه أعصابها 

ربما لـ كي تشتت التفكير فيه أيضـا

بعدها بـ عدة دقائق توقظ طفلتها كي تطعمها وبعد مشاكسه دامت لـ أكثر من ربع الساعه تستسلم وتتناول الطعام وهي تلعب 

تنظف ما أحدثته أيديها الصغيره من فوضى تحممها بسرعه كي ترتدي ملابسها 

ينتهي الأمر الساعه التاسعه تنظر مجدداً إلى الساعه وهي تلبسها حذائها الصغير 

لقد تأخرنا يانغم هيا بنا 

سـ نذهب إلى الجده 

تحملها في كرسي الحمل تستقل سياره الأجره  إلى بيت الجده 

مرحبـاً أمي .... تكلمت حنين فور أن فتحت الأم الباب

لقد تأخرت جداً 

قبلي بابا عني يجب أن أذهب  لقد تأخرت

تتقدم عده خطوات إلى الأمام ثم تتراجع إلى الخلف مجددا

قبل أن تغلق الأم الباب

آآآه ماما لقد أطعمتها منذ قليل أنتظري ساعتين ونصف قبل أن تطعميها وجبتها القادمه

تبتسم الأم حسنا عزيزتي لا تقلقي رعاك الله أذهبي إلى عملك

تطبع هي قبله على يد والدتها وجبهه طفلتها الصغيره التي أنشغلت باللعب في بطتها المطاطيه 


في نزولها عالدرج لأنشغال المصعد 

تذكرت بعض الأوراق التي تحتاجها وايصالات الدفع التي يجب أن تكون في حوزتها عند ذهابها للمعرض لكنها نسيتها في المنزل

أوقفت سيارة اجرة مجددا
كي تذهب للبيت تحضر الاوراق من ثم تذهب للمعرض

أسرعت في خطوات مثقله بحمل هم التأخير "إلى منزلها
لاحظت شيئا يرتكز على عتبه الباب 
ماهذا تسائلت في نفسها 
أنحت لتلتقطها

ألتقطت أنفاسها عطرها القديم الذي كانت تستعمله عندما كانت طالبه في الجامعه 
دخلت للمنزل وهي تفتح المظروف الأبيض بـ فضول

تبدو كـ رساله 
ألقت حقيبتها على احد المساند وجلست على الكرسي القريب من الأريكه وهي تفتح الرساله

سرعان مااعتلى وجهها نظرة الخوف وكأن ميتا قد سلم عليها بـ كلتا يديه 
أختلج نبضها وكأن شيئا يضغط على رقبتها بقوة 

أخذت تمسح رقبتها المتعرقه وجبينها المحموم 
وهي تقرأ الرساله وكأنها لاتصدق 
هي تعلم خطها جيداً
تعلم ماكتب في الرساله 
لكن الصدمه تشبه الكهرباء عندما تصعق أحدهم 
يظل مستيقظا ... يشعر بالصدمه لكن يلزمه وقت للتخلص من وقعها والهروب بعيدا عنها

رساله كانت كتبتها في مامضى من قصتها مع خالد
ربما كانت في منتصف القصه
حيث كانت عاشقه كفيفه النظر
حبيبه مسروقه لـ جزر الحلم 
بعيده جدا عن الواقع

مملؤة هي الرساله بالتشبيهات الغراميه البحته
والعشق وقتها كان يسيطر على احرفها ويرودها
أي شخص سـ يقرأ الرساله 
سيظن ان الحب أختتم باللقاء 
وعاشا سعداء 

المشكله انها رساله دون تاريخ 
ولا تفاصيل تعبر عن الزمن 
ظهورها حاليا يعني أنها في ملعب الخطر
وان عليها الحذر مما يأتي بعد ذلك 
أمعنت مجددا في الرساله 
أنها ليست الرساله الأصليه 
لكنها نسخه ملونه طبق الأصل لكن المظروف هو ذاته الذي أستخدمته منذ زمن
لذلك مازال يحتفظ ب عطرها

وكـ أنها دعت على نفسها حين رأتها كرهت نفسها مئه مره كيف خطت يداكِ هذا الحديث
أسرعت ركضا إلى غرفتها 
عيناها الغائرتان تبحثان عن مكانا لايصل أحمد إليه 
صندوقا مهملا أعلى الدولاب 
أسرعت لتحضر كرسيا 
رميت حذائها العالي بعيدا وكأنها تنتقم من أي شئ يخصها
وضعت الرساله في الصندوق الخشبي 

ونزلت بسرعه وكأنها أخفت دليلاً على سخافه مشاعرها تجاهه مسبقا 
أسرعت لـ تغدو إلى المعرض 

وطوال تواجدها هناك كانت كائنا بلا انتباه 
تفكر في الرسالة ! ماذا تصنع كيف تتصرف 

ودائما لا ينصفها فكرها سوى بالتأنيب

انهت بعض الأمور المتعلقه باللوحات المعروضه للبيع 

أسرعت لـ دليل الهاتف 

اخرجت رقم الشركه ...... التي يمتلكها خالد

لعده مرات ترددت 
لكنها استجمعت شجاعتها واتصلت 
انتظرت وقت طويل حتى اوصلتها السكرتيره إليه 

تكلمت بلهجه حادة 
لقد حذرتك ياخالد 

وتكلم بالبرود المعتاد 
أليس هناك تحيه أو إلقاء للسلام ! 
هذه المره الأولى التي تتصلين هاتفيا بي 


تسللت من بين زائريها فالمعرض لتتكلم في احد الغرف التي تحتوي على معدات الرسم 

أخبرني بالظبط مالذي تريده مني !
مالذي يعود عليك بالفائده عندما تفسد يومي

حنين ~ أتعلمين عندما يفتك الندم بـ شخص أخطأ بحق آخر 
ويريد أن يصلح الامر 

ضعي نفسك مكاني هذه المره 

تكلمت بنبره حادة توقف عن قول هذا 
لا أضع نفسي أبدا مكانك 
لايشرفني هذا ولا يليق بطبيعتي المخلصه

ليس هناك اصلاح لما فات الامر انتهى 
انت تزوجت ، انا تزوجت وبـ حق أنا لن أبدل زوجي بـ كنوز الأرض 
أتعلم من أنت شعور أن تعشق من يجبر انكسار ثقتك بـ أحدهم 
أن يتفاني في أسعادك دون أذلالك قهرا بتصرفاته !

احترم هند ياخالد أنها أمرأه رائعه 
لاتفسد الأمر بمراهقتك ! 
أفسدته مره ولا يمكنك إصلاحه لاتفسده هذه المره 

بدأت بالبكاء في هدوء دون أن يشعر 
وكـ أنها تضع نفسها في مكان هند ~ أنها لا تستحق هذا 
يكفي ما تعايشه كل ليله من كوابيس موت طفلها الذي لا تبالي أنت به 
يكفي أن تكون يتيمه الأب والحنان أيضـاً
إن لم تكن تحبها فـ أخلص لذاك الذي أمنك عليها وعلى أمواله قبل أن يتوفى

لا تذيقها الوجع مرات يكفي أنها فقدت أباها وأبنها 
ماذا تريد أكثر أنها تحتاج أن تعيش بـ سلام 

الرساله التي أرسلتها سـ تدمرك قبلي 
أعلم من بعض وسائلي ان  ماتتصرف به من اموال كلها ملك لهند وما أنت إلا متصرف بحق عليك الرجوع إليها في كل الاحوال

لاتخسر اسمك وسمعتك وما ضحيت به من أجل التفاهات 
دعني وشأني أنا لا أخون صديقه 

أغلقت الهاتف قبل أن يتملك منها البكاء الذي امتزج بـ وجعها 
ذكراها التي قامت اشباحها ترقص وهي تراه يزف إلى أخرى
لاتريد حقا أن يستشعر أي أنسان مراره الفقد دون الوفاء بالعهد

ولا تريد أن تستشعر هند بالأخص هذا الوجع
أنها تشعر جدا بـ قمه ألمها المحتبس في أركان عينيها الضاحكه المتهلله في اجتماعها هي وصديقاتها 

لا تريد أن يغرس سكينا في ظهرها بـ حماقته 

لا تريد أن تكون هي السكين الذي يستعمله في طعن صديقه !

مؤلم الشعور بـ أن الماضي لايزال يحوم بـ سيفه باحثا عن رقبتك 
وكأنه يستشعر مكان دمائك 
و ليس من حقك الخلاص مما أنتهى 
والبدء من جديد
والأرتباط بـ السعاده لخلق عهد آخر 
ينهي فصول الوجع التي سيطرت على قصه كاذبه كـ قصه حبه لها 

مؤلم ذاك الشعور بـ أنها تخونه بـ أخفاء الحقيقه
الكذب مراراً

ذاك الشعور بـ انها لاتستطيع البوح له يخنقها في كل مره مئات المرات 
لانها لم تعتاد الكتمان وهي بين أحضانه 

وكـ أن حلمها بـ أن تكون عاشقه متحرره من الماضي شئ من المستحيلات السبع !

والقدر يلقنها درسـاً أن ليس كل الرجال يستحقون الثقه 

وأن الكذب أكثر إيلاما من الاعتراف بالحقيقه

لكن الدرس أقوى من أن تتعامل معه 

وأصعب من أن تصححه بعد مرور الاعوام

تدخل داليا صديقتها عليها الغرفه 

جالسه في احد الأركان المظلمه 

الاستغراب يعلو وجه داليا 

ماذا تفعلين هنا حنين هل انت بخير؟؟

تقتنص من الظلمه ساترا لـ دموعها المنهمره وترد في محاوله منها لـ دفن صوتها الباكي 

أنا بخير ياداليا 

لقد شعرت بالتوتر فـ أردت الجلوس وحدي قليلاً

وكأن داليا أشتمت رائحه الحزن بـ صوتها 

لا أدري لا تبدين بخير ماذا يفعل الهاتف هنا ؟؟؟

هل تشاجرتي مع أحمد 

أكره رؤيتك حزينه ! 

تنفي وهي تستند على الجدار لـ تقف 

أنا بخير تذكرت جدتي وغلبني البكاء 

أشتقتها جداً

تحتضنها داليا بهدوء ~ تعقب ... أنها بخير مادامت  بعيده عن الدنيا 

وكأنها قالت ماتريد حنين سماعه 


\بخير مادامت بعيده عن الدنيا 


أن الحياه بالفعل مشقه والمشقه الاكبر أن تعيشي حربا بين ماقد كان وماتريدين الاحتفاظ به !


مرت الدقائق  ومن ثم الساعات التي تحاول فيها بجهد السيطره على عقلها لتنهي لوحتين 

كان عليها أنهائهما

ثم تنتبه لدقات الساعه 

لقد تأخرت ربع ساعه 

وسـ تتأخر ربما نصف ساعه أخرى في طريقها للعودة 

تركض للحاق بالغداء 

تأخذ سياره أجرى تستمع لـ بعض  الموسيقى الهادئة  لتشتيت التوتر

ربما تأخرت أكثر من النصف ساعه بقليل في الطريق

لكنها فوجئت أن أحمد لم يحضر عندما راقبت الجالسين على طاوله الطعام 

آسفه أمي لقد تأخرت في الطريق

تكلمت أم أحمد ألم يأت أحمد معك ؟

لا سارعت حنين بالرد لم يأت أخبرته أن يأتي إلى هنا دون أن ينتظرني 

هل حاولتي الاتصال به ماما ؟

رد الأب حاولت الأتصال به لكن هاتفه مغلق

انتاب حنين القلق ... حسنا تناولو انتم الطعام سأبحث في هاتفي عن رقم صديق معه لعله يطمئنا 

رفض الجميع ~ سننتظره 

اتصلت حنين بالصديق 

مرحبا اعتذر عن المقاطعه لكن هل أحمد بجانبك ؟

لا لكنه قريب لحظه سـ أعطي الهاتف له ~ رد الصديق 

بعد ثواني 

أين أنت لما لم تأتي ؟؟! تكلمت حنين 

لا أستطيع لقد احتاجنا السيد خالد في العمل لفتره أطول أنا اسف

ألم يكن عليك الاعتذار مسبقاً ! يرفض الجميع الأكل من أجل انتظارك 

لا تحترم البقيه لم تعد تحترمهم ! إلى اللقاء أحمد 

أشارت حنين للجميع بالبدء بالأكل

أحمد يعتذر جداً لقد طرأ أمر هام فالعمل حاول الاتصال بي لكن ربما لم اسمع الهاتف لـ أخبركم 

أنا اسفه 

أبتسمت الأم وهي تلحظ بعض من الكذب في نظرة أبنتها الغاضبه لكنها تمهلت عن السؤال 

حتى رحلت الحماة 

يتبع.................